المباهلة[1] تشهد
بمساواته لنبيّك، و الإخلاص بحبّه أجر بلاغ صفيّك، و مائدة شرفه بحديث: «لحمك
لحمي»[2] كملت، و
ملّة الاسلام بنصبه علما للامّة كملت، و سمت نفسي بميسم العبوديّة لحضرته، و قدّرت
انّي أقلّ خدمه و إن كنت من حفدته.
إذا ذكرت صغائر ذنوبي و
كبائرها، و موبقات عيوبي و تكاثرها، قرعت باب الرجاء بيد حبّه، و توسّلت إلى خالقي
بإخلاصه و قربه، فيناجيني بلسان نبيّه في سرائري، و يخاطبني ببيان وليّه في
ضمائري: «حبّ علي حسنة لا يضرّ معها سيّئة، و بغضه سيّئة لا ينفع معها حسنة»[3]، فيحلو
مكرّر حديثها في لهواتي، و يجلو ترداد خطابها همومي في خلواتي.
لا أعتقد بعد توحيد ربّي
و تنزيهه عمّا لا يليق بكماله و الاقرار لنبيّي بعدم المماثل له في شرفه و جلاله
أوجب طاعة، و لا أفوض متابعة، و لا أثبت إيمانا، و لا أعلى تبيانا، و لا أشدّ
ركنا، و لا أبين معنى، و لا أوضح حجّة، و لا أهيع
[2] ورد هذا الحديث بألفاظ متفاوتة، انظر: إحقاق
الحقّ: 4/ 78 و 149 و 245- 248 و 482 و 484- 486، و ج 5/ 1- 2، و ج 6/ 443- 448، و
ج 15/ 61 و 664 و 692، و ج 16/ 117، و ج 20/ 249 و 290 و 292 و 295 و 315.
[3] أورده الديلمي في فردوس الأخبار: 2/ 142 ح
2725 عن معاذ، عنه كشف الغمّة:
1/ 93، و البحار: 39/ 304 ح 118.
و أخرجه في مناقب ابن شهرآشوب: 3/
197 عن أبي تراب في الحدائق، و الخوارزمي في الأربعين بإسنادهما عن أنس، و الديلمي
في الفردوس، و جماعة، عن ابن عمر، عنه البحار: 39/ 256 ح 31.