ففي الأنظمة الطاغوتية نجد الأُمراء
والحكام والملوك وحواشيهم ومن يدور في فلكهم ، يعفون أنفسهم من الضرائب والرسوم ،
وكأنّهم بحاجة إلى الشفقة والعطف والمعونة ـ رغم امتلاكهم لأضخم الثروات ـ في حين
يتحتم على أفراد الشعب حتى الضعفاء أن يتحملوا تلك الرسوم الثقيلة والضرائب
الباهظة ، لا على الحاجات المهمة فقط ، بل حتى على الإبرة والخيط التي يستوردونها
من الخارج ليكسوا عريهم ، ويقوا أبدانهم برد الشتاء ، وحر الصيف.
هذه هي خصائص النظم الطاغوتية ، وهي
تماماً على العكس من النظام الإسلامي التوحيدي الذي لا يقرّ أيَّ امتياز لأحد على
آخر ، أو لطبقة على أُخرى ، ولا يعمل إلاّ بميزان العدل والمساواة.
ومن الطبيعي أنّ هذه العدالة والمساواة
في النظام الإسلامي ليستا ناشئتين إلاّ من تنزّه المشرّع ( أي الله )عن الهوى
والنفعية وحب الذات التي يخضع لها مشرّعو القوانين والنظم البشرية.
الآيات الدالّة على التوحيد في التقنين
إنّ الآيات التي تعتبر حق التقنين
خاصّاً بالله تعالى ، والتي لا تأذن لأحد بأن يتعرّض لهذا المقام ، كائناً من كان
، تقع على أصناف ، إليك بيانها :
الصنف الأوّل
تدل الآيتان التاليتان على أنّه لا يحق
لأحد غير الله أن يسن القوانين ، معلّلة