غير أنّ المقصود من حصر الحاكمية بالله سبحانه
في الآية الأُولى هو الحاكمية التشريعية ، كما أنّ المراد من حصرها به في الآية
الثانية هو الحاكمية التكوينية.
والدليل على ذلك هو مضامين الآيتين ،
فالآية الأُولى تهدف إلى أنّه لا يحق لأحد أن يأمر وينهى ويحرّم ويحل سوى الله سبحانه
، ولأجل ذلك قال ـ بعد قوله ـ (إِنِ
الحُكْمُ إِلاَّ للهِ) : (أَمَرَ
أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ) ، فكأنّ
أحداً يسأل عن أنّه إذا كان الحكم مختصاً به سبحانه والتشريع خاصّاً به ، فماذا
أمر الله في مورد العبادة ؟ فأجاب على الفور (أَمَرَ أَلاَّ
تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ).