يخضع لضغوطها ،
ولكنه يعرفها تمام المعرفة ، عقل لا ترتبط سعادته بنا ، ولكنه مستعد لأن يعيننا في
سعادتنا [١].
على هذا الأساس لا توجد في الإسلام أيّة
سلطة تشريعية ، لا فردية ولا جماعية ، ولا يكون هناك مشرِّع إلاّ الله وحده.
وأمّا المجتهدون والفقهاء فهم في
الحقيقة ليسوا إلاّ متخصصين في معرفة القانون ، وظيفتهم الكشف عن الأحكام بعد
الرجوع إلى مصادرها ، وبالتالي تطبيق الأحكام الشرعية على مصاديقها في بعض
المجالات.
فمن مراجعة الآيات القرآنية يثبت أنّ حق
التشريع خاص بالله فقط ، ولا يحق لأحد ـ في النظام التوحيدي ـ أن يفرض رأيه على
الآخرين فرداً كان أو مجتمعاً ، وأن يدعوا الناس إلى الخضوع لها والأخذ بها.
فالناس جميعاً ـ في النظام التوحيدي ـ
متساوون كأسنان المشط ، كما قال الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
:
إنّ الإسلام كما لم يسمح لأحد بأن يختص
بوضع القوانين دون سواه وحارب تلك الفكرة ، كذلك حارب كل الطبقيات السائدة في
الأنظمة الطاغوتية التي تضع بعض الطبقات فوق القوانين ، فالجميع سواسية أمام
القانون ، كما عبّر عن ذلك الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
إذ قال :