وليس لغناه سبحانه معنى إلاّ عدم
احتياجه في ذاته ووجوده ، وفي علمه ، وقدرته إلى من سواه ، والاحتياج في هذه
المراحل من أشد أنواع الاحتياج ، وقد أسلفنا أنّ تركب الذات من الأجزاء الخارجية
والعقلية يستلزم ـ بالبداهة ـ الاحتياج إلى الأجزاء.
كما أنّ عدم عينية الصفات للذات الإلهية
دليل على احتياجه تعالى إلى العلم والقدرة الخارجين عن ذاته ، وحيث إنّ الله هو
الغني غير المفتقر يلزم أن يكون منزّهاً عن هذه التصوّرات.
فكونه سبحانه غنياً على الإطلاق يثبت
المسائل الثلاث : تنزّهه عن التركيب العقلي ، والخارجي ، وعينية صفاته لذاته.
٢. هو الله الأحد
يقول اللغويون :
الأحد أصله وحد.
وحيث إنّ هذه اللفظة ذات معنى خاص ،
لذلك لا يوصف بها غير الله تعالى [٣].