ولو جعلت هذه اللفظة ( أعني : الأحد )
في سياق النفي أُطلقت على غير الله مثل أن تقول : ما جاءني من أحد. وأمّا لو جُعلت
في سياق الإثبات فتستعمل على نحو الإضافة فقط مثل قولهم : أحدهم ، أحد عشر.
وأمّا في غير صورة الإضافة فتطلق على
الله فحسب ، مثل قوله : (قُلْ هُوَ اللهُ
أَحَدٌ)
بمعنى أنّه لا يوصف بها حينئذ ، إلاّ الله سبحانه.
يقول الأزهري ، اللغوي المعروف :
« إنّ « أحد » صفة من صفات الله استأثر
بها فلا يشركه فيها شيء من الكائنات ، ويأتي في كلام العرب بمعنى الأوّل كيوم
الأحد » [١].
وأمّا المفسرون الإسلاميون فيذكرون لفظة
الأحد في قوله تعالى : (هُوَ اللهُ
أَحَدٌ)
طائفة من التفاسير منها :
« الأحد : هو الذي لا يتجزأ ولا ينقسم
في ذاته ، ولا في صفاته » [٢].
ويقول الجزائري في كتاب « فروق اللغات »
في الفرق بين الواحد والأحد :
« إنّ الواحد : الفرد الذي لم يزل وحده
، ولم يكن معه آخر ; والأحد : الفرد الذي لا يتجزأ ولا يقبل الانقسام » [٣].
ويقول العلاّمة الطباطبائي ـ دام ظله ـ
في تفسيره في هذا المجال :
« والأحد وصف مأخوذ من الوحدة كالواحد ،
غير أنّ الأحد إنّما يطلق على
[١] تفسير سورة
الإخلاص للشيخ حبيب الله الكاشاني : ٣١.