نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 76
فيها ، قوله : « هل وجدتَ
يا عُمر حاكماً يعيبُ ما يصنع ؟ أو يصنع ما يُعيب ؟ أو يعذّب على ما قضى ؟
أو يقضي ما يُعذِّب عليه ؟! أم هل وجدتَ رحيماً يكلّف العباد فوق الطاقة ؟
أو يعذّبهم على الطاعة ؟! أم هل وجدت عدلاً يحمل الناسَ عل الظلم والتظالم ؟
وهل وجدتَ صادقاً يحمل الناس على الكذب والتكاذب ؟! كفى ببيان هذا بياناً ،
وبالعمى عنه عمى ! [١]
فدعاه عمر بن عبد العزيز فسأله عن عقيدته
ليناظره فيها ، وكان عمر جبرياً ، وكان من وراء عمر حاجب له يشير إلى غيلان
بالذبح ! فعلم غيلان أنّ عمر قد عزم على قتله ، فأجابه إلى ما أراد ، وقال
له : « لقد جئتك ضالاً فهديتني ، وأعمى فبصّرتني ، وجاهلاً فعلّمتني ،
والله لا أتكلّم في شيء من هذا الأمر » ! [٢]
لكنّه عاد إلى الكلام فيه بعد موت عمر ، حتّى قبض عليه هشام بن عبد الملك
فقتله بعد مناظرة قصيرة أدارها معه الأوزاعي بدعوة من هشام لتكون ذريعةً
إلى القتل الفوري [٣].
والخطأ الذي ارتكبه هؤلاء أنّهم حين قالوا
بالإرادة والاختيار فوّضوا كلّ شيءٍ إلى الإنسان ونفوا كلّ أثر لمشيئة الله تعالى وإذنه ، ففرّطوا في مشيئة الله في
مقابل إفراط الجبريين الذي عطّلوا أيّ دور وأثر للإنسان في أقواله وأفعاله !
وانتقل هذا المذهب من معبد وغيلان إلى المعتزلة
، فبقي ببقائهم ، ثمّ اضمحلّ باضمحلالهم.