نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 77
ـ أمّا ما يتناقله أصحاب الفِرَق وتواريخها
من نسبة هذه المقولة إلى النصارى وأنّ معبد الجهني أخذها من رجل نصراني ،
فهو كلام ليس له قيمة علمية ، ولا يعدو كونه لوناً من ألوان التراشق
بالتُّهم بين الخصوم ، مع ملاحظة أنّ هذا الفريق كان يواجه تيار السلطة
وأنصارها !
ولهذا السبب نفسه تجد كتب الحديث مليئة بالأحاديث
التي تؤيّد عقيدة الجبر ، وتحذّر من « القدرية » ومقولتهم في نفي القدر !
وتعدّت الأحاديث تسمية القدرية إلى تسمية غيلان الدمشقي باسمه الصريح
ونسبته الدمشقية ، تدينه وتحذّر منه ، وتثني على وهب بن منبّه الذي كان
يخاصمه دفاعاً عن عقيدة السلطان [١]
!! الحديث يقول : « سيكون في اُمّتي رجلان : أحدهما يقال له وهب ، يؤتيه
اللّه الحكم ، والآخر يقال له غيلان هو شرّ على اُمّتي من إبليس » [٢]
!!
بل ولهذا السبب نفسه لُقّب هؤلاء بالقَدَرية
وهم نفاة القَدَر ، وهذا اللقب أولى أن يطلق على من أثبت القدر اللازم ،
وسرّ ذلك أنّ القويّ المتغلّب لمّا علم بالحديث المروي في ذكر مجوس هذه
الاُمّة وقد سماّهم (القدرية) سارع إلى تطويق خصومه به والاحتيال في تبريره
[٣]
! وسوف تأتي شهادة الإمام علي عليهالسلام
أنّ القدرية الذين شبّههم الحديث بالمجوس إنّما هم القائلين بالجبر ، والذين سُمّوا جبرية ! [٤].
[١]الطبقات الكبرى / ابن سعد ٥ : ٥٤٣ ـ
دار صادر ـ بيروت ، سير أعلام النبلاء ٤ : ٥٤٦.
[٢]اُنظر : دلائل النبوة / البيهقي ٦ :
٤٩٦ ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ ١٩٨٥ م.
[٣] راجع ص ٤٣ من كتابنا : تاريخ
الإسلام الثقافي ـ مركز الغدير ـ ط ١ ـ ١٤١٧ ه.