نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 75
لأنّه ( خَلَقَكُمْ وَمَا
تَعْمَلُونَ )[١] ! هكذا دون تمييز بين
إرادة تكوينية وإرادة تشريعية ، ولا معرفة صادقة بمعاني هيمنة اللّه تعالى وقدرته.
المفوّضة « القدريّة » :
إنّ دعوة الاُمويّين لتثبيت دعائم الجبرية
كانت السبب المباشر في ظهور الاتجاه العقيدي المعاكس الذي أنكر الجبر ، ونادى بحرية الاختيار الإنساني..
وفي نفس الموطن الذي نبتت فيه عقيدة الجبر
وترعرعت نشطت العقيدة المعاكسة ، وإن كان أول ظهور لها في العراق على يد التابعي معبد الجهني ، وعنه أخذها صاحبه غيلان الدمشقي..
فكانت هذه العقيدة ردّ فعل صريح للقول بالجبر..
ففي أول لقاء لمعبد الجهني بالحسن البصري في البصرة ، قال له : ياأبا سعيد ،
إنّ هؤلاء الملوك يسفكون دماء المسلمين ويأخذون أموالهم ، ويقولون : إنّما
تجري أعمالنا على قَدَر الله !
وثار معبد علي الاُمويين في حركة القرّاء
أيام عبد الملك بن مروان ، فأخذه الحجّاج بعد فشل الحركة فعذّبه ثمّ قتله [٣].
ومضى غيلان في دمشق يشنّع على الاُمويين
وأنصارهم في استنكار مقولتهم الجبرية ، حتّى أحسّ أنّهم طلبوه ، فهرب منهم
حتّى زمن عمر بن عبد العزيز ، فلمّا رأى منه عدلاً كتب إليه كتاباً يذكّره
فيه ويعظّم عليه مقولة سَلَفه ، مما جاء