نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 71
وقَلَبَ آخرون : القول
مع إقذاع في الكلام ، فوصفوا المعتزلة بأنّهم (مخانيث الخوارج) ! [١].
لكنّ الإباضية خالفوا المعتزلة ـ كما خالفوا
أهل البيت عليهمالسلام
ـ ووافقوا الحشوية والأشعرية في مسألة خلق القرآن [٢].
الجبرية :
لقد احتاج الاُمويون منذ البداية إلى تبرير
سياستهم الجائرة وركوبهم المعاصي ، فذهبوا إلى تأويل بعض آي القرآن الكريم
بما يفيد الجبر والتسيير ، ليقولوا للناس إنّ ما صنعناه إنّما هو من قضاء
الله تعالى وقدره ، وليس من أيدينا ، بل حتّى مناصبهم هذه فهي من الله
تعالى فهو الذي جاء بهم إلى الملك وملّكهم ، لأنّه تعالى مالك الملك يؤتي
الملك من يشاء وينزع الملك ممّن يشاء !! هكذا ليكونوا أبرياء من كلّ ما
ارتكبوه في طريقهم إلى انتزاع الملك ! وليكونوا مخوّلين في كلّ ما يصنعون
بعد ذلك.. وبمثل هذا التأويل الفاسد أصبح يتكلّم بعدهم علماء كبار !! يقول
ابن العربي في معرض « تأسّفه ! » على مصرع الحسين عليهالسلام
: « ولولا معرفة أشياخ الصحابة وأعيان الاُمّة بأنّه أمر صرفه الله عن أهل البيت... وما أسلموه أبداً » ! [٣]
[١]الفكر السياسي عند الإباضية : ٨٢. ونسبه
إلى ابن تيمية ! والصواب أنّه كلام معروف قبل ابن تيمية (٧٢٨ ه) بقرون ،
فقد نقله البغدادي (٤٢٩ ه) بنصّه في كتاب / الفرق بين الفِرق : ٨٢.