نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 19
أين يُصنّف أصاب التجسيم ؟
اتّفق أصحاب النظريّتين الاُولى والثانية
على أنّ القول بالتجسيم دخل إلى المسلمين من عقائد اليهود واليونان وغيرهم [١].
وقد تجسّد هذا القول كمذهب خالص لدى الكرّامية ، أتباع محمّد بن كرّام [٢].
وقد اخترنا هذا الاتّفاق على أصل عقيدة المجسّمة بالذات لأنّه أمر يثير الا ستغراب حقّاً..
إذ إنّ القائلين بالتجسيم هم أكثر الناس
رجوعاً إلى الحديث ، حتى عُدّ التجسيم من خصائص الحشوية من أصحاب الحديث ، والظاهرية المتمسّكين بظواهر النصوص [٣]
!
فإذا كانت اُولى العقائد التى دُوّنت على
المجسّمة قولهم : إنّ الله تعالى على العرش اسقراراً ، وأنّه بجهة الفوق لا
غير ، مماسّ للعرش من جهته العليا ، وأنّه قد امتلأ به العرش ، أو أنّه ـ
تعالى شأنه ـ على بعض أجزاء العرش ، على قولين لهم ، كما جوّزوا عليه تعالى
الانتقال والتحوّل والنزول [٤]..
إذا كانت تلك هي عقائد المجسّمة ، فهذه جميعها
داخلة في عقائد أصحاب الحديث والظاهرية ، بل قد تطرّقت إلى الفقهاء من أصحاب الحديث ! ولعلّ
[١] اُنظر : الملل والنحل
١ : ٨٤ ، نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ١ : ٣٣١ ، تطوّر تفسير القران : ١٠٢.