نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 20
أشهرهم في ذلك ابن تيميّة..
لقد نصر ابن تيميّة تلك العقائد بكلّ قوّة
وكافح عنها طويلاً ، وصنّف فيها كثيراً ، وأثبت القول بالجهة والاستواء والانتقال والنزول [١].
ودافع عن القول بامتلاء العرش به تعالى ، ومع ذلك فهو لم ينكر القول بأنّه تعالى على بعض العرش ، ولا عدّه في الأباطيل والموضوعات !
واحتجّ ابن تيميّة لتلك العقيدة برواية عبد
الله بن خليفة التي تنصّ على : « أنّ كرسيّه وسع السماوات والأرض ، وأنّه
ليقعُد عليه فما يفضل منه مقدار أربع أصابع ، وإنّ له أطيطاً كأطيط الرحل
الجديد إذا رُكب ، من ثقله » !
فقال ابن تيميّة : يروي هذا الحديث بالنفي
ـ أي « ما يفضل منه أربع أصابع » ـ ويروي بالإثبات ـ أي « ما يفضل منه إلّا أربع أصابع » ـ قال : ولفظ النفي لا يَرِد
عليه شيء [٢]
!
غيبة المعايير الثابتة :
ومنهجيّاً : إنّ هنا حقيقة مهمّة ، وهي أنّه
حين تُفتح الأبواب لإقحام الآراء من غير أن تكون هناك ضوابط محدّدة يتمّ
التزامها ، فسوف تغيب معالم الحقيقة ، وتظهر للتاريخ وجوه شتّى قد لا
تتشابه في شيء ، بل قد تكون متنافرة تماماً.
نعرض هنا اُنموذجاً واحداً خإلياً من التعقيد
يعطينا صورة عن تلك الوجوه المتنافرة لحقيقة واحدة ، ومثالنا هذا عن المعتزلة :
ـ ففي تفسير نشأة المعتزلة ، قال بعض الكتّاب
: إنّ منشأ الاعتزال كان على
[١] اُنظر له :
الحموية الكبرى ، شرح حديث النزول ، مجموع الفتاوى ج ٥ ، ٦.
[٢]منهاج السنّة / ابن تيميّة ١ : ٢٦٠ و ٢٦١ ـ المكتبة العلمية ـ
بيروت.
نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 20