نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 12
إنّهم لم يعرفوا البابيّة [١]
، ولا البهائيّة [٢]
، ولا القاديانيّة [٣]
، بل لم يعرفوا اليزيديّة والعَدَوية التي نجمت في أواخر القرن السادس
الهجري ، وربّما أتى الزمان بعدهم بفرق جديدة اُخرى كالوهابية التي لم تدخل
ـ وقتئذ ـ في حساباتهم.
اُسس خاطئة في التمييز :
وثَمَّ خطأ آخر قادهم إليه هذا الظنّ ، إذ
وجدوا أنفسهم مضطرّين إلى التوسّع في التفريع ، حتى عدّوا فِرقاً وميّزوها
في حين لم تكن تملك شيئاً من مقوّمات الفِرقة المستقلّة ، وغالباً ما تكون
قول رجل واحد أو بضعة رجال [٤].
وقد طعن الشهرستاني هذه الطريقة ، فقال :
من المعلوم الذي لا مراء فيه أن ليس كلّ من تميّز عن غيره بمقالةٍ من عُدَّ
صاحب مقالة ، وإلّا فتكاد تخرج المقالات عن حدّ الحصر والعدّ ، فلابدَّ من
ضابط في مسائل هي اُصول وقواعد يكون الاختلاف فيها اختلافاً يعتبر مقالةً ،
ويُعدّ صاحبه صاحب مقالة [٥].
لكنّ الشهرستاني حين وضع هذا الضابط ، خرج
عليه بالنحو الذي ينتهي بالفِرق إلى ثلاث وسبعين فرقة !! في حين أن بعضها لا يمتلك من الأصول
[١] فرقة أنشأها
الميرزا علي بن محمّد الشيرازي سنة ١٨٤٣ م ، وهو آنذاك ابن تسع عشرة سنة ، وتلقّب بالباب.
[٢] فرقة أسّسها
خليفة الباب صاحب البابيّة ، وتَلقَّب بالبهاء ، وتوفّي سنة ١٨٩٢ م.
[٣] فرقة أسّسها ميرزا
غلام أحمد القادياني ، المتوفّى سنة ١٩٠٨ م.
[٤]انظر مثلاً :
فِرق الشيعة/ للنوبختي ـ من أعلام القرن الثالت الهجري ، الفرق بين الفِرق/ للإسفرائيني (٤٢٩ هـ).
[٥]الملل والنحل /
الشهرستاني ١ : ٢١ ـ مكتبة الانجلو مصرية ـ القاهرة.
نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 12