نام کتاب : المذاهب والفرق في الإسلام نویسنده : صائب عبد الحميد جلد : 1 صفحه : 13
والقواعد ما يبرّر عدّه
فرقة مستقّلة.
تحديد اُصول المذاهب وتاريخ تسميتها :
ثمّ ظهرات ألوان خطيرة من التعسّف حين ذهب
المتكلّمون والمؤرّخون إلى تحديد تأريخ نشأة كلّ واحدة من الفِرق ، وتعيين الاُصول التي استقت منها عقائدها.
فعند غياب المعالم الثابتة لذلك التاريخ
، وغياب الأدلّة القطعية علي انتسابها إلى تلك الاُصول ، فسوف يضطرّ هؤلاء
إلى إقحام آرائهم الشخصيّة في ذلك ، ولم تخلُ الآراء دائماً من ميلٍ إلى
فئة ، وهوىً مع طائفة ، وتحامل على اُخرى.
فأدّى ذلك إلى ظهور أخطاء كثيرة ، وقاد إلى
مزيد من الغموض ، كما حمّل كثيراً من الفرق أبعاداً غريبةً عليها.
ومن أمثلة ذلك : ما ذهب إليه البعض من إرجاع
الكثير من الفِرق الإسلامية إلى اُصول غريبةً عن الإسلام ، كاليهودية والنصرانية والمجوسية واليونانية والهندية.
وقد ظهر هذا الاتّجاه قديماً في كتب الملل
والنحل ، ومضى عليه ابن تيميّة وتطرّف فيه [١].
وأخذ به الكثير من المتأخّرين ، وأكثر المستشرقين
[٢].
[١] كما في :
(الحمويّة الكبرى) و (اقتضاء الصراط المستقيم) و (منهاج السنّة : ج ١) ومن
عباراته المتكرّرة في وصف بعضهم قوله : (هؤلاء أفراخ الفلاسفة ، وأتباع
الهند واليونان ، وورثة المجوس والمشركين وضلّال اليهود والنصارى
والصابئين).