نام کتاب : بنور فاطمة (ع) اهتديت نویسنده : السيد عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 149
فأطرقت. ثم قال : يا إسحاق لا تقل منها شيئا ،
فإنك إن قلت منها شيئا استتبتك ، وإن كان للحديث عندك تأويل غير هذه الثلاثة
الأوجه فقله. قلت : لا أعلم ، وإن لأبي بكر فضلا. قال : أجل ، لولا أن له فضلا لما
قيل إن عليا أفضل منه ، فما فضله الذي قصدت إليه الساعة؟ قلت : قول الله عز وجل : (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا
تحزن إن الله معنا )
فنسبه إلى صحبته ، قال : يا إسحاق ، أما إني لا أحملك على الوعر من طريقك ، إني
وجدت الله تعالى نسب إلى صحبة من رضيه ورضي عنه كافرا ، وهو قوله (فقال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من
تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا )
الآية.
قلت : إن ذلك صاحب كان كافرا ، وأبو بكر
مؤمن. قال : فإذا جاز أن ينسب إلى صحبة من رضيه كافرا جاز أن ينسب إلى صحبة نبيه
مؤمنا وليس بأفضل المؤمنين ولا الثاني ولا الثالث ، قلت : يا أمير المؤمنين إن قدر
الآية عظيم ، إن الله يقول : (ثاني اثنين
إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) قال : يا إسحاق تأبى الآن إلا أن أخرجك
إلى الاستقصاء عليك ، أخبرني عن حزن أبي بكر ، أكان رضى أم سخطا؟ قلت : إن أبا بكر
إنما حزن من أجل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وغما أن يصل إلى رسول اللهشيء من المكروه قال : ليس هذا جوابي ، إنما كان جوابي أن
تقول : رضى الله أم سخطا؟ قلت : بل رضى لله. قال : فكأن الله جل ذكره بعث إلينا
رسولا ينهى عن رضى الله عز وجل وعن طاعته ، قلت : أعوذ بالله. قال : أو ليس قد
زعمت أن حزن أبي بكر رضى لله؟ قلت : بلى قال : أو لم تجد أن القرآن يشهد أن رسول
الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له : «
لا تحزن » نهيا له عن الحزن ، قلت : أعوذ بالله. قال : يا إسحاق ، إن مذهبي الرفق
بك لعل الله يردك إلى الحق ويعدل بك عن
نام کتاب : بنور فاطمة (ع) اهتديت نویسنده : السيد عبد المنعم حسن جلد : 1 صفحه : 149