نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 71
من خصائص الجسم
والمادة في شيء على ما بيناه.
أما علاقة الجسم والأعضاء بهذه الروح
فهي علاقة أدوات وآلات لظهور حركتها وإبراز آثارها وأفعالها ، مع أنعكاس
أثر كل منهما على الآخر ، فالخوف والرهبة والسرور والابتهاج تنعكس آثارها
على أعضاء الجسم من حيث التقلص وتغيّر اللون وغيرهما ، كما أن ضعف الأدوات
أو تلفها يؤثر على النشاط الفكري والعقلي ، وتستمر العلاقة بين الروح
وأدواتها المادية في يوم النشور حيث تعاد الروح إلى البدن ، وتكون الجوارح
شاهدة على فعل الروح ، كما دلّ عليه صريح القرآن الكريم في عدة آيات ، منها
قوله تعالى : (
يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )[١].
على أنه لا يمكن الجزم في الأساس الذي
تقوم عليه العلاقة المتبادلة بين الروح والجسد ، فهل تقوم على أساس
الامتزاج بينهما ، أو على أنهما شيء واحد ، أو على أساس استقلال كل منهما
عن الآخر بصورة موضوعية ؟ إنه من أمر ربي وهو العالم بجلية الحال.
المبحث الثاني : حقيقة المعاد
اتفق المسلمون على حقية المعاد وثبوت
النشأة الآخرة ، وشاطرهم المحققون من الفلاسفة الرأي في ذلك ، ولكن اختلفوا في كيفية المعاد على قولين :