نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 55
وتجاهلت الفلسفة المادية الحديثة كل
الخصائص والآثار الروحية التي لا تخضع لقانون المادّة ، وأعلنت أن الروح
ومظاهرها من الشعور والعلم لا وجود لها كوحدة متميزة عن جسم الانسان المادي
، وإنّما هي في ذاتها وظيفة له ونتيجة لعلاقته بالعالم الخارجي ، وأن
الأفكار والأماني لا توجد إلّا من خلال عملية مادية ، كحصول الحرارة نتيجة
احتكاك قطعتين من الحديد مثلاً ، وأن جميع الخصائص التي يتمتع بها الانسان
ما هي الا نتيجة لردّة فعل للعالم الخارجي ، على نحو ما قاله ( بافلوف ) في
نظريته حول ( الفعل المنعكس الشرطي ) ، وأن الوعي بمختلف مظاهره ليس إلّا
نتاج مادة عالية التنظيم ، أي نشاط الدماغ ووظيفته.
وقالوا : إن المادية الجدلية ترفض تصوّر
أن الروح شيء قائم في استقلال عن المادة ، فما هو روحي هو وظيفة المادة في أعلى أشكالها العضوية نتيجة النشاط العملي والاجتماعي [١].
وتمسّك الماديون في الدلالة على مذهبهم
القائم على إنكار الروح ، بجملة افتراضات غارقة في الغموض وتفسيرات واهية لا تملك أدنى رصيدٍ من الإثبات [٢].
٢
ـ القائلون بالتجرد
: كانت غالب الاُمم القديمة تعتقد بوجود
الروح وخلودها ، كالهنود والمصريين وأهل الصين وفارس واليونان وفلاسفتهم
[١]الأدلة الجلية في
شرح الفصول النصيرية / عبدالله نعمة : ١٨٤ ـ ١٨٥.
[٢]راجع : تفسير
الرازي ٢١ : ٥٢ ـ ٥٣ ، تفسير الميزان / الطباطبائي ١ : ٣٦٥ ـ ٣٧٠ ، دائرة
معارف القرن العشرين / وجدي ٤ : ٣٣٢ ، التفسير الأمثل ٩ : ١٠٥ ـ ١٠٧ ـ
مؤسسة البعثة ـ بيروت.
نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 55