رابعاً
: برهانالعدالة١ ـ وجود التكليف يقتضي وجود المعاد
من المعلوم أن الله تعالى جعل الحياة
الدنيا دار امتحان وابتلاء للإنسان ، ووهبه النوازع الخيّرة إلى جنب
النوازع الشريرة ، لتتمّ بذلك حقيقة الابتلاء ، وأعطاه العقل الذي يميّز
بين الخير والشر ، وبعث له الأنبياء والرسل ليحدّدوا له طريق الخير وطريق
الشرّ ، ثم كلّفه باتباع سبيل الخير والحق ، وتجنّب سبيل الشرّ والباطل ،
وأعطاه الإرادة والاختيار ليستحقّ الثواب أو العقاب ، قال تعالى : (
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا )[٣] ، وقال
سبحانه : ( وَبَلَوْنَاهُم
بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ )[٤] ، وقال تعالى : ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ
وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )[٥].