نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 42
مقدمتين :
الاُولى : إن الله حكيم. الثانية :
الحكيم لا يفعل العبث ، إذن فالله تعالى لا يفعل العبث ، ولو لم يكن
للإنسان معاد لكان خلقه عبثاً ، ومقتضى الحكمة الالهية أن الله تعالى لا
يفعل العبث ، إذن فلابدّ للإنسان من معادٍ يوم القيامة تتجلّىٰ فيه الحكمة
الالهية.
فلو كان الإنسان ينعدم بالموت ، دون أن
تكون هناك نشأة اُخرى يعيش فيها بما له من سعادة أو شقاء ، لكان خلقه في
هذا العالم عبثاً وباطلاً ، لأنّ الفعل لا يخرج عن العبثية إلّا إذا ترتّب
عليه فائدة أو غاية عقلائية ، وترتب الفائدة أو الغاية موقوف على وجود
المعاد ، لأنّه إذا انعدم الإنسان بالموت ، فذلك يعني أنه ليس ثمّة غاية من
خلقه غير هذه الحياة المحدودة التي تعجّ بالمتضادات ، والمحفوفة بأنواع
المصائب والبلايا والفتن والفجائع ، ويعني أيضاً أن الله تعالى قد اقتصر في
خلقه على الإيجاد ثم الاعدام ، ثم الإيجاد ثم الاعدام ، وهكذا دون أي هدفٍ
غائي في أفعاله سبحانه ، وذلك ما لا نقبله على الإنسان العاقل ، فكيف
نقبله على فعل الخالق ، جلّت حكمته ، الذي لا يعتريه الباطل ولا يتجافى عن
الحكمة ؟! تعالى الله عن ذلك عُلواً كبيراً.
وعليه فلا بد من وجود عالم آخر يتّضح
فيه هدف الخلقة ، وذلك هو عالم البقاء الأبدي المعبّر عنه بالحيوان ، قال تعالى : (
وَمَا هَٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ
الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ )[١].
ومن هنا أكدت الآيات القرآنية على أن
وجود عالم الآخرة يقتضيه