نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 41
يكونوا حجارة أو
حديداً أو شيئاً ممّا يتصورّون أن تبديله إلى إنسانٍ أبعد وأصعب من تبديل
الرفات أو التراب إليه ، فليكونوا ماشاءوا ، فإنّ الله تعالى سيعيد إليهم
خلقهم الأول بعد بعثهم ، وفي ذلك إشارة إلىٰ أن القدرة الإلهية المطلقة لا
يشقّها شيء تريد تجديد خلقه ، سواء أكان عظاماً أو رفاتاً أو حجارةً أو
حديداً أو غير ذلك [١].
ثالثاً
: برهانالحكمة
إنّ الله تعالى حكيم في أفعاله ، وكلّ
ما يصدر منه جلَّ وعلا في عالمي التكوين والتشريع يخضع لمبدأ الحكمة
والهادفية ، فالمنظومة الكونية في نظامها العجيب تسير بكل جزئياتها وفق
حركة هادفة ، وتتّجه صوب نهاية مرسومة بدقة وإحكام ، وكذلك تخضع المفردات
التشريعية في وجودها وحركتها وتفاعلها إلى مبدأ الحكمة الإلهية والغاية
الحكيمة التي تتجافى عن العبث واللغو والباطل ، قال تعالى : (
أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ )[٢]
، وقال تعالى : ( وَمَا خَلَقْنَا
السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ )[٣] وقال تعالى (
أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى )[٤].
ويمكن صياغة صورة هذا البرهان على شكل
قياس ، يتركب من