نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 44
وعليه فإن واقع الحياة الدنيا بما يحمل
من متناقضات الراحة والعناء ، والصحة والمرض ، والغنى والفقر ، والإقبال
على الأشرار والإدبار عن الأخيار ، هو امتحان وابتلاء ، وليس فيه ما يصلح
للمكافأة والجزاء ، وبما أن ضرورة التكليف تقتضي ضرورة المكافأة ، لذا يجب
المعاد ليجازى المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته ، وإلّا لبطلت فائدة التكليف
، ولكان عبثاً ولغواً.
وفي بيان ذلك يقول الفاضل المقداد : لو
لم يكن المعاد حقاً لقبح التكليف ، والتالي باطل ، فالمقدم مثله ، ذلك أن
التكليف مشقّة مستلزمة للتعويض عنها ، فإن المشقّة من غير عوض ظلم ، وذلك
العوض ليس بحاصل في زمان التكليف ، فلا بدّ حينئذٍ من دار اُخرى يحصل فيها
الجزاء على الأعمال ، وإلّا لكان التكليف ظلماً ، وهو قبيح ، تعالى الله
عنه [١].
٢ ـ العدل الإلهي يستلزم وجود اليوم
الآخر
يقول النصير الطوسي في إثبات وجوب
المعاد : وجوب إيفاء الوعد والحكمة يقتضي وجوب البعث. وذكر العلّامة الحلي
في شرحه : إن الله تعالى وعد بالثواب ، وتوعّد بالعقاب مع مشاهدة الموت
للمكلفين ، فوجب القول بعودهم ليحصل الوفاء بوعده ووعيده [٢].
إذ لا ريب أن الناس لا يصلون إلى الثواب
أو العقاب الملائم
[١]النافع يوم الحشر
في شرح الباب الحادي عشر / الفاضل المقداد : ٨٦ ـ ٨٧ ـ انتشارات زاهدي ،
ونحوه عن العلّامة الحلي في مناهج اليقين في اُصول الدين : ٣٣٧ ـ تحقيق
محمد رضا الأنصاري.
[٢]كشف المراد في
شرح تجريد الاعتقاد / العلّامة الحلي : ٤٣١.
نام کتاب : المعاد يوم القيامة نویسنده : الكعبي، علي موسى جلد : 1 صفحه : 44