نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 91
وحينئذٍ يراد بالتدبير التدبير الصادر
عن الفلك نفسه ، وتكون اللام فيه للعهد الخارجي ، أي التدبير الكامل الذي ينتظم به
جميع تلك الأمور ، والله أعلم.
تتمة :
لا يبعد أن يراد بـ « فلك التدبير »
الفلك الذي يدبره القمر نفسه ، نظرا إلى ما ذهب إليه طائفة من أن كلّ واحد من
السيارات السبع مدبِّر لفلكه ، كالقلب في بدن الحيوان.
قال سلطان المحققين ، نصير الملة والحق
والدين قدس الله روحه ، في شرح الإشارات : ذهب فريق إلى أن كل كوكب منها ينزل مع
أفلاكه منزلة حيوان واحد ذي نفس واحدة ، تتعلق بالكوكب أول تعلقها ، وبأفلاكه
بواسطة الكوكب ، كما تتعلق نفس الحيوان بقلبه أولاً ، وبأعضائه الباقية بعد ذلك ،
فالقوة المحركة منبعثة عن الكوكب الذي هو كالقلب في أفلاكه ، التي هي كالجوارح والأعضاء
الباقية[١]،
انتهى كلامه زيد إكرامه.
ويمكن أن يكون هذا هومعنى ما أثبته له
[١٤ / أ] عليهالسلام من التصرف في
الفلك ، والله أعلم بمقاصد أوليائه سلام الله عليهم أجمعين.
خاتمة :
خطابه عليهالسلام
للقمر ، ونداؤه له ، ووصفه إيَّاه بالطاعة والجد ، والتعب والتردد في المنازل ،
والتصرف في الفلك ، ربما يعطي بظاهره كونه ذا حياة وإدراك ، ولا استبعاد في ذلك
نظراً إلى قدرة الله تعالى ، إلّا أنّه لم يثبت بدليل عقليّ قاطع يشفي العليل ، أو
نقليّ ساطع لا يقبل التأويل ، نعم أمثال هذه الظواهر ربما تشعر به ، وقد يُستند في
ذلك بظاهر قوله تعالى : (وَالشَّمْسِ