نام کتاب : الحديقة الهلالية شرح دعاء الهلال من الصحيفة السجّاديّة نویسنده : العاملي، محمّد بن الحسين جلد : 1 صفحه : 92
وَالْقَمَرَ
كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )[١]، فإن الواو
والنون لا تستعمل حقيقة لغير العقلاء.
وقد
أطبق الطبيعيون على أنَّ الأفلاك بأجمعها حية ناطقة عاشقة ، مطيعة لمبدعها وخالقها
، وأكثرهم على أنَّ غرضها من حركاتها نيل التشبه بجنابه ، والتقرب إليه جل شأنه ،
وبعضهم على أن حركاتها لورود الشوارق القدسية عليها آناً فآنا ، فهي من قبيل هزَّة
الطرب والرقص الحاصل من شدّة السرور والفرح.
وذهب
جمّ غفير منهم إلى أنه لا ميت في شيء من الكواكب أيضا ، حتى اثبتوا لكلّ واحد منها
نفساً على حِدَة تحركه حركة مستديرة على نفسه ، وابن سينا[٢]في الشفاء مال إلى هذا القول ورجحه [٣]وحكم به في النمط السادس من الإشارات [٤]، ولو قال به قائل لم يكن مجازاً ، فإن
كلام ابن سينا وأمثاله وإن لم يكن حجة يركن إليها الديانيون في أمثال هذه المطالب
، إلاّ إنه يصلح للتأييد.
ولم يرد في
الشريعة المطهرة ـ على الصادع بها وآله أفضل الصلوات وأكمل التسليمات ـ ما ينافي
ذلك القول ، ولا قام دليل عقليّ على بطلانه.
وإذا جاز أن يكون لمثل البعوضة والنملة
فما دونها حياة ، فأيّ مانع من أن
[٢] ابن سينا ،
الحسين بن عبد الله بن سينا البخاري ، أبو علي الملقب بالشيخ الرئيس ، الفيلسوف الشهير
، نادرة الزمان ، أعجوبة الدهر ، له مشاركة في أغلب العلوم والفنون ، افتى على
المذهب الحنفي وعمره اثنتا عشرة سنة ، صنف القانون في الطب ولما يبلغ السابعة عشرة
، له الشفاء ، والإشارات ، وغيرها كثير ، أخذ الفقه عن أسماعيل الزاهد ، والفلسفة
والمنطق ، عن النائلي ، وأعتمد على نفسه في حل أكثر المطالب ، مات سنة ٤٢٧ وقيل ٢٨
هـ = ١٠٣٥ ـ ١٠٣٦ م.