نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 342
والجهاد ، والله
العالم.
أرواح الشهداء
وتجندها
( ٦٢٧ ) عن مسروق : سألنا عبدالله عن
هذه الآية : (ولا تحسبنَّ الذين قُتِلوا في سبيل الله
أمواتاً بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون )[١]، قال : أما إنّا سألنا عن ذلك ، فقال :
« أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش ، تسرح من الجنة حيث شاءت ثم
تأوي إلى تلك القناديل ، فاطلع اليهم ربّهم اطلاعة فقال : هل تشتهون شيئاً؟ قالوا
: أيّ شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ، ففعل ذلك بهم ثلاث مرات ، فلما
رأوا انّهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا : يا رب نريد أن ترد أرواحنا في اجسادنا
حتّى نقتل في سبيلك مرة أُخرى ... » [٢].
أقول : داعياً من الله أن يرزقني
الشهادة في سبيله ، انّه قد يورد بانّ جعل أرواح الشهداء بل مطلق المؤمنين في جوف
طير مناف لكرامتهم واهانة لهم ، فلا بد من تأويله[٣].
ثم انّه يقال انّ المنعم أو المعذّب من
الاَرواح جزء من الجسد تبقى فيه الروح ، وهو الذي يتألم ويعذّب ويلتذ وينعم ، وهو
الذي يقول : ربّ ارجعون. وقد اختلفوا في الروح ما هي اختلافاً لا يكاد يحصر كما
قيل ، فقال أرباب المعاني وعلم الباطن : لا تعرف حقيقتها ولا يصح وصفها لقوله
تعالى : (قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلاّ
قليلاً).
[٣] لاحظ شرح النووي
حتّى تعرف اختلاف نسخ الحديث في جملة ( في جوف طير ) ففي نسخة بحواصل طير ، وفي
نسخة طير ، وهذا أحسن للتأويل ، وانّها تطير كطيران الطير.
نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 342