نام کتاب : نظرة عابرة الى الصحاح الستة نویسنده : عبد الصمد شاكر جلد : 1 صفحه : 343
وغلت الفلاسفة فقالت : بعدم الروح.
وعن جمهور الاطباء : هو البخار اللطيف
الساري في البدن.
وقال كثيرون من شيوخ القاضي عياض : هو
الحياة.
وقال آخرون : هي أجسام لطيفة مشابكة
للجسم يحيى لحياته أجرى الله تعالى العادة بموت الجسم عند فراقه.
وقيل : هو بعض الجسم ، ولهذا وصف
بالخروج والقبض وبلوغ الحلقوم وقال بعض متقدمي أئمة القاضي : هو جسم لطيف متصوّر
على صورة الانسان داخل الجسم.
وقال بعض مشايخه وغيرهم : انّه النفس
الداخل والخارج.
وقال آخرون : هو الدم.
يقول النووي ـ بعد نقل الاَقوال
المذكورة ـ : والاَصح عند أصحابنا ، انّ الاَرواح أجسام لطيفة متخلّلة في البدن
فاذا فارقته مات[١].
أقول : والحق انّ الروح والنفس موجود
واحد وحقيقته مجهولة ، وما أوتينا من العلم إلاّ قليلاً وبهذا القليل نعلم انّ
الروح غير داخل في البدن ، وتعلّقه بالبدن تعلّق تدبيري ، لا كتعلق الراكب
والمركوب ولا كتعلق الظرف والمظروف. ثم انّ البراهين العقلية تشهد بتجرّد الروح
ونفي جسمانيّته ، وإن كان المشهور بين المتكلمين انّه جسم لطيف.
وعلى كل ، أكثر الاَقوال المتقدّمة
ضعيفة صدرت عمّن لا خبرة لهم ، وأمّا الظواهر النقلية فلا بدّ من تأويلها بوجه حسن
ان تمت البراهين على التجرد ، ثم انّ المتنعم والمعذّب هو الروح المدرك ، ونحن وان
نعتقد بانّ الحشر في المعاد جسماني لكنّه لاَجل التعبّد بالقرآن الكريم والجسم لا