وهم الأكثرون
، حيث اشترطوا في قبول الرواية الايمان والعدالة ، كما قطع به العلامة في كتبه
الاصولية وغيره ... وكذا اختلفوا في العمل بالموثق نحو اختلافهم في الحسن. فقبله
قوم مطلقاً. ورده آخرون وفصّل ثالث بالشهرة وعدمها الخ » [١].
والحق حجيتهما معاً ، لقيام السيرة
العقلائية على قبول كل خبر كان المخبر به موثوقاً به في نقله ، او حسن الظاهر
ممدوحاً ، ولم يثبت ردع عنها من قبل الشرع. وسبق [٢] نقل الشيخ الطوسي اعتبار الطائفة
للمدوح وللموثوق به من الرواة ، واهتمامها بأمر المدح والذم. ودلت الروايات
العديدة على اعتبار خبر الثقة.
فروى عبد العزيز بن المهتدي ، والحسن بن
علي بن يقطين جميعاً عن الرضا (ع) قال : « لا أكاد أصل اليك أسألك عن كل ما أحتاج
اليه من معالم ديني ، أفيونس بن عبد الرحمان ثقة آخذ عنه ما أحتاج اليه من معالم
ديني؟ فقال (ع) : نعم » [٣]
فيكشف هذا السؤال عن أن
[٣]
الوسائل ـ ح ٣٤ ـ ب ١١ ـ صفات القاضي ـ رواه عن الكشي في رجاله ، عن محمد بن
مسعود ، وهو العياشي ، عن محمد بن نصير ، عن محمد بن عيسى ، عن عبد العزيز بن
المهتدي ، والحسن بن علي بن يقطين ، عن الرضا (ع). والرواية ضعيفة السند ، لان
محمد بن نصير مشترك بين النميري الضعيف ، وبين الذي هو من أهل ( كش ) الثقة الجليل
، وكلاهما في طبقة واحدة ، ولم يعلم أن المراد هنا ايهما ، وذلك كافٍ في ضعف
الرواية. على انهم ذكروا : أن الذي يروي عنه الكشي هو الثقة الذي من أهل ( كش ) ،
والذي يروي عنه العياشي هو النميري الضعيف. والراوي عنه في هذه الرواية هو العياشي
رواها عنه ، عن محمد بن عيسى وعين هذا السند ورد في روايتين ذكرا في ( جامع الرواة
) وجاء في التعليقة عليه :