هذا .. وقد احتج معاوية نفسه على صعصعة
وأصحابه بنصب عمر له ؛ فليراجع [١].
ولما خرجت الخوارج من الكوفة ، أتى
علياً أصحابه ، وشيعته ، فبايعوه ، وقالوا : نحن اولياء من واليت ، واعداء من
عاديت ؛ فشرط لهم فيه سنة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
؛ فجاءه ربيعة بن أبي شداد الخثعمي ، وكان شهد معه الجمل ، وصفين ، ومعه راية خثعم
؛ فقال له : بايع على كتاب الله ، وسنة رسوله.
فقال ربيعة : على سنة أبي بكر ، وعمر ..
فقال له علي عليهالسلام : ويلك ، لو أن بكر وعمر عملا بغير
كتاب الله ، وسنة رسوله ، لم يكونا على شيء من الحق ..
فبايعه ربيعة.
ونظر إليه علي عليهالسلام ، فقال : أما والله ، لكأني بك ، وقد
نفرت مع هذه الخوارج ، فقتلت ، وكأني بك ، وقد وطأتك الخيل بحوافرها ..
فقتل يوم النهر. قال قبيصة : فرأيته يوم
النهروان قتيلاً ، قد وطأت الخيل وجهه ، وشدخت رأسه ومثلت به. فذكرت قول علي ،
فقلت : در أبي الحسن ما حرك شفتيه قط بشيء الا كان كذلك [٢].
وقال الاشعث بن قيس لامير المؤمنين عليهالسلام فيما يرتبط بارسال أبي موسى للتحكيم :
« .. وهذا أبو موسى الاشعري ، وافد أهل اليمن
إلى رسول الله صلّى الله
[١] تاريخ الطبري ج
٣ ص ٣١٦ والكامل لابن الاثير ج ٣ ص ١٤٣ والغدير ج ٩ ص ٣٥. عن : شرح النهج للمعتزلي
ج ١ ص ١٥٨ ـ ١٦٠ وعن تاريخ ابن خلدون ج ٢ ص ٣٨٧ ـ ٣٨٩ وعن تاريخ أبي الفداء ج ١ ص
١٦٨.
[٢] الامامة
والسياسة ج ١ ص ١٤٦ وراجع : تاريخ الطبري ج ٤ ص ٥٦ ، وبهج الصباغة ج ٧ ص ١٧٩ وراجع
كتابنا : الحياة السياسية للامام الحسن عليهالسلام
ص والكامل لابن الاثير ج ٣ ص ٣٣٧.