responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبادة حدّها ومفهومها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 24

حتّى يقال بأنّ المشركين في الجاهلية كانوا موحّدين في الخالقية، كما يدلّ على ذلك أكثر من آية. قال سبحانه:

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمواتِ والاَرضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العَزِيزُ العَلِيمُ )[1].

إذ للاِلوهية شؤون عندهم يقوم ببعضها الاِله الاَعلى كخلق السماوات والاَرض، وبعضها الآخر الآلهة المزعومة المتخيّلة عندهم، كغفران الذنوب والشفاعة المطلقة المقبولة بلا قيد وشرط، وبما أنّ هذين الاَمرين الاَخيرين من شؤون الاِله الاَعلى أيضاً وليس للآلهة المزعومة فيها حظّ ولا نصيب، يركّز القرآن على إثباتهما لله سبحانه فقط ويقول: (ومَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاّ اللهُ )[2]. ويقول: (قُلْ للهِ الشَّفاعَةُ جَمِيعاً )[3].

وفي ضوء ذلك فالمشركون كانوا معتقدين بالاِله الاَعلى الاَكبر، وفي الوقت نفسهيعتقدون بآلهة شتّى ليس لهممن الشؤون ماللاِله الاَعلىمنها، وفي الوقت نفسه كانت الآلهة عندهم مخلوقة لله سبحانه، مفوّضة إليهم بعض الشؤون كما عرفت.

ترادف الاِله ولفظ الجلالة

إنّ الدليل الواضح على أنّ الاِله يرادف لفظ الجلالة ولكن يفترق عنها بالجزئية والكلّية الاَُمور التالية:

أ ـ وحدة المادّة؛ إذ الاَصل للفظ الجلالة هو الاِله، فحذفت الهمزة وعوّض اللام، ولذلك قيل في النداء: «يا الله، بالقطع كما يقال: يا إله»[4].

ب ـ الآيات التي استدلّ فيها على وحدة الاِله صريحة في أنّ المراد من الاِله هو


[1] الزخرف: 9.

[2] آل عمران: 135.

[3] الزمر: 44.

[4] الكشاف 1 : 30.

نام کتاب : العبادة حدّها ومفهومها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 24
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست