responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبادة حدّها ومفهومها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 25

المتصرّف المدبّر، أو من بيده أزمّة الاَُمور أو ما يقرب من ذلك، ولا يصحّ تفسير الاِله بالمعبود وإلاّ لفسد الاستدلال، وإليك الآيات الواردة في ذلك المجال:

1 ـ (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إلاّ اللهُ لَفَسدَتا )[1]فإنّ البرهان على نفي تعدّد الآلهة لايتمّ إلاّ إذا جعلنا «الاِله» في الآية بمعنى المتصرّف المدبّر أو من بيده أزمّة الاَُمور أو ما يقرب من هذين، ولو جعلنا الاِله بمعنى المعبود لانتقض البرهان لبداهة تعدّد المعبودين في هذا العالم، مع عدم فساد النظام الكوني وقد كانت الحجاز يوم نزول هذه الآية مزدحمة بالآلهة بل ومركزها مع انتظام العالم وعدم فساده.

وعندئذ يجب على من يجعل «الاِله» بمعنى المعبود أن يقيّده بلفظ «بالحق» أي لو كان فيهما معبودات ـ بالحقّ ـ لفسدتا، ولمّا كان المعبود بالحقّ مدبراً أو متصرّفاً لزم من تعدّده فساد النظام، وهذا كلّه تكلّف لا مبرّر له.

2 ـ (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ وما كانَ مَعَهُ مِنْ إلهٍ إذاً لَذَهَبَ كُلُّ إلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعضٍ )[2].

ويتمّ هذا البرهان أيضاً لو فسّرنا الاِله بما ذكرنا من أنّه كلّيّ ما يطلق عليه لفظ الجلالة.

وإن شئت قلت: إنّه كناية عن الخالق أو المدبّر المتصرّف أو من يقوم بأفعاله وشؤونه، والمناسب في هذا المقام هو الخالق، ويلزم من تعدّده ما رتّب عليه في الآية من ذهاب كلّ إله بما خلق واعتلاء بعضهم على بعض.

ولو جعلناه بمعنى المعبود لانتقض البرهان، ولا يلزم من تعدّده أيّ اختلال في الكون. وأدلّ دليل على ذلك هو المشاهدة؛ فإنّ في العالم آلهة متعدّدة، وقد كان في أطراف الكعبة المشرّفة ثلاثمائة وستّون إلهاً ومع ذلك لم يقع أيّ فساد أو اختلال في


[1] الاَنبياء: 22.

[2] المؤمنون: 91.

نام کتاب : العبادة حدّها ومفهومها نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست