responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 108

لغواً، فمن غير الصحيح أن تصف الجدار بعدم البصر، أو الحجر بعدم الزواج، لأنّهما غير قابلين للاتّصاف بهما، إذاً فقوله تعالى: (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ) دليل على أنّ السماء والأرض لهما القابليّة على البكاء؛ لأنّ من شأنهما ذلك، ويؤيّده ما رواه الفريقان من قول النبيّ صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ الغفاري:

«إن الأرض لتبكي على المؤمن إذا مات أربعين صباحا»

[1]، فإذا كان بكاؤها على المؤمن فكيف لا تبكي على سيّد الشهداء، وإمام المجاهدين الحسين السبط عليه السلام؟!

وبهذا يتّضح ممّا تقدّم، وما نقله ابن عساكر من أنّ البكاء على الإمام الحسين عليه السلام إنّما هو سنّة إلهيّة تكوينيّة.

الرثاء الحسيني سنّة إلهيّة تشريعيّة

لا شكّ أنّ مودّة أهل البيت عليهم السلام إنّما هي فريضة قرآنيّة، أوجبها اللَّه تعالى بكتابه الكريم، فقال تعالى: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) [2]، وقد عظّمها الباري جلّ وعلا، وجعلها من مصاف اصول الدين، كما سيتّضح ذلك من خلال البحث.

إنّ الآية المباركة قد بيّنت أنّ الأجر الذي طلبه النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله إنّما هو مودّة أهل البيت عليهم السلام، ولكن على ما اذا استحقّ النبيّ صلى الله عليه و آله هذا الأجر؟ أيانّ الضمير في (عَلَيْهِ) هل يعود إلى الدين، أو إلى المشقّة التي تحمّلها النبيّ صلى الله عليه و آله في تبليغ الرسالة وما ناله من الأذى في سبيلها، فإن كان الضمير راجعاً إلى الأوّل- الدين- فلا شكّ أنّ مودّة ذوي القربى تكون من مصاف اصول الدين، وأمّا إذا كان الضمير


[1] أمالي الطوسي- المجلس التاسع عشر: 535، الحديث 1162/ 1. مكارم الأخلاق: 455، الفصل الخامس: في وصيّة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لأبي ذرّ الغفاري رضى الله عنه. الدرّ المنثور: 6/ 30، تفسير الآية. فتح القدير: 4/ 577، تفسير الآية.

[2] سورة الشورى: الآية 23.

نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست