responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 107

القرآنيّة في واقعها العملي- لأنّ العمل من مصاديق الحفظ- فنهضته عليه السلام أرهقت الطغاة والجبابرة، وزلزلت عروشهم من تحت أقدامهم، انطلاقاً من مسايرة نهج السماء الذي خطّ بافق الكمال الحسيني، وبأبهى صوره، لينتقل بعدها من خواء الدنيا إلى نعيم الآخرة، وكيف لا تبكي عليه السماء والأرض إذا خطّ بدمه الشريف المنهج الإلهي القويم للأجيال القادمة!

ولا يلتفت لقول القائل كيف يصحّ بكاء السماء والأرض على شخص، لأنّهنّ عديمات الشعور، وإنّما البكاء يختصّ بمن له هذه الصفة؟

وكأنّ هذا القائل قد تجاهل الكثير من الآيات القرآنيّة المباركة التي تبيّن لنا أنّ جميع الموجودات تحمل شعوراً خاصّاً بها، وإن خفي علينا، فيقول تعالى: (وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَ لكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) [1]، فلا يصحّ وصفها بالتسبيح إذا لم تكن تحمل شعوراً معيّناً، فالمقتضي إذاً موجود ولكن المانع موجود أيضاً- وهو عدم القدرة البشريّة للاطّلاع على هذا التسبيح- وهذا ما تؤكّده الروايات الواردة عن بيت العصمة والطهارة، فعن الإمام الصادق عليه السلام يقول:

«إن الأرض تضج إلى الله من بول الأغلف»

[2]، فإذا لم يكن لها شعور فكيف يصحّ ضجيجها.

وأضف إلى ذلك ما ورد في سورة الدخّان من إمكان حصول البكاء من السماء والأرض كما في قوله تعالى: (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ وَ ما كانُوا مُنْظَرِينَ) [3]، فلو لم يكن البكاء من شأنهما، لا يصحّ نفيه عنهما؛ لأنّ ذلك يعدُّ


[1] سورة الإسراء: الآية 44.

[2] الكافي: 6/ 35، باب التطهير، الحديث 3. الفقيه: 3/ 311، باب العقيقة والتحنيك...، الحديث 17.

[3] سورة الدخّان: الآية 29.

نام کتاب : الحداثة العولمة الإرهاب في ميزان النهضة الحسينية نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست