نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 80
يَوْمِ الدِّينِ)، قال: «يوم الحساب، والدليل على
ذلك قوله: (وَ قالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ)[1] يعني يوم الحساب» [2]).
وقد مرّ رواية «الفقيه» أنّ يوم الدين يوم الحساب، وقد ورد الدين
واستعماله في الآيات والسور، كما ذكر له اللغويّون معاني عدّة، وهي منطوية فيه
بنحو ما، منها الحساب والجزاء والعادة والخضوع والانقياد قبال المقرّرات والتشريع،
ودان نفسه: أيأذلّها واستعبدها إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ
مَدِينِينَ[3]، أيغير مملوكين، وقيل: غير مجزيّين، ودان
الرجل: إذا عزّ، أو إذا ذلّ، أو إذا أطاع، أو إذا أعطى، أو إذا اعتاد خيراً أو
شرّاً، أو إذا أصابه الدَّين، والدِّين- بالكسر- اسم مصدر، والدَّين مصدر، ويقرب المعنى
في المقام من قوله تعالى: (فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ
بِالدِّينِ* أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ)[4]،
حيث تفسّر من جهة مآلي الامور أنّها كلّها بيده تعالى، سواء فيما يقع في دار
الدنيا أو صيرورة الامور في العوالم الاخرى إليه تعالى، فلا يخرج عن حاكميّته
وسلطانه وقهره شيء، ومن ثمّ فالمعاد مظهر من مظاهر توحّده في القدرة والسلطان
والحكم، لا سيّما وأنّ اصول الدين كلّ أصل منها مظهر من مظاهر التوحيد كما سيأتي
بيانه في ذيل السورة، فإنّ المعاد توحيد للَّهفي الغاية والمنتهى، كما هو توحيد
في الحاكميّة والمالكيّة والقاهريّة والقدرة والسلطان، بل إنّ في هذه الآية إشارة
إلى أحد براهين المعاد، وكذا نظيراتها من الآيات التي سبق الإشارة إليها، وهي أنّه
ما دام أنّ القدرة والقيمومة هي للَّهتعالى، فلا بدّ من كون الغاية هي العلّة
الفاعليّة، فبداهة خالقيّة