نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد جلد : 1 صفحه : 79
وكأنّما الحياة الدنيا كحياة الجنين في الرحم يبعث منها إلى الحياة
الحقيقيّة وهي الآخرة، وكما في قول سيّد الشهداء الحسين بن عليّ عليهما السلام:
«الدنيا حلوها ومرّها حلم» [1]، أيأنّ
الإدراك الموجود في هذه النشأة بالقياس إلى الإدراك الموجود في عالم الآخرة إدارك
ضعيف، كما أنّ الوصول إلى الأشياء بحقائقها ليس متحقّقاً في هذه النشأة، بل
الأشياء وجواهرها في النشأة اللّاحقة أشدّ وجوداً وقوّة وكمالًا، والوصول إليها
أتمّ وإدراكها أحدّ، وإلى كلّ ذلك الإشارة في قوله تعالى:
فمن ثمّ يمكن تلخيص هذا المعاني بأنّ اليوم يستعمل في المشهد الأقوى
والأتمّ الحافل بالأهميّة في قبال الليل، حيث يستعمل في الحال الممهّد والذي يُعدّ
لما بعده. وعلى ضوء ذلك وعلى ما يقرّر من أنّ الجنّة والنار مخلوقتان بالفعل كما
هو المأثور في روايتهم عليهم السلام، ويمكن أن يستظهر من بعض الآيات. بمقتضى ذلك
كلّه يقدر أنّ نشأة يوم الدين قائمة بالفعل، إنّما الخلق يسيرون إليها بالانتقال
من عالم ونشأة إلى اخرى، وهي نشأة من نشئات الملكوت، وبالتالي فيقرّر ما مرّ
سابقاً من أنّ نشئات القرب الإلهي أشدّ مظهراً للولاية الإلهيّة وأكثر تجلّيّاً
للمشيئة والإرادة الربّانيّة، أو لظهور الملك الإلهي.
(الدِّينِ)
في «تفسير القمّي» صحيحة أبيبصير عن أبي عبداللَّه عليه السلام في
حديث (مالِكِ