responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 78

كما اطلق الليل على ليلة القدر، فاستظهر أنّ هناك نزول للمقادير والقضاء الإلهي في ألواح القضاء، والقدر يُطلق عليه الليل بلحاظ عوالم الخلقة، واليوم يُطلق على العروج وما يتعاقب من العوالم عقب الآخر، كما يشير إليه قوله تعالى:

(تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) [1].

وقوله: (وَ إِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [2])، وتقييد اليوم عند ربك إشارة إلى مقام القرب الإلهي لذلك العالم، فهو أيضاً يسير إلى قوس العروج في قبال النزول.

وقوله: (ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) [3].

وعلى ذلك تكون كلّ نشأة متأخّرة هي بمثابة اليوم للنشأة المتقدّمة التي هي بمثابة الليل، باعتبار أنّ النشأة المتقدّمة بما تحتوي من أحوال وأحكام ووقائع تكون بمثابة التقادير والقضاء في التأثير على النشأة اللّاحقة، وكأنّما الآثار الحقيقيّة لكلّ نشأة إنّما تظهر في النشئات اللّاحقة والمتعقبة لها، فكلّ نشأة بمثابة السكن بالقياس إلى آثار النشأة اللّاحقة، واللّاحقة معاش وانبعاث عن ليل النشأة السابقة، ولعلّ إليه يشير الحديث النبوي: «الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا» [4].

فكأنّ دار الدنيا منام ليلي، والموت والآخرة انتباه ويقظة ويوم متعقّب، وكذلك قوله تعالى: (وَ إِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) [5]،


[1] المعارج 70: 4.

[2] الحجّ 22: 47.

[3] السجدة 32: 5.

[4] بحار الأنوار: 4: 42، الحديث 18.

[5] العنبكوت 29: 64.

نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 78
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست