responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 45

بِمَحْجُوبٍ، تَعالى‌ عَنْ ضَرْبِ الْأَمْثالِ وَالصِّفاتِ الْمَخْلُوقَةِ عُلُوّاً كَبِيراً» [1].

قاعدة في مراتب التوحيد، ومراتب الصفات والأسماء

بيان: وهذا الحديث دلالته بوضوح عن أنّ أوصاف العقول من كلّ المخلوقات هي دون ذاته، وهذا تفسير آخر لدونيّة الصفات عن ذاته، وعدم حدّ الذات الأزليّة بصفات، بأن يراد أنّ الذات مقدّسة عن الصفات المخلوقة في العقول أو القلوب والفطن والأفكار، وهذا أحد محامل (توحيده نفي الصفات عنه) أو تفسير قول أمير المؤمنين عليه السلام أعلاه.

وهذا لا يتنافى مع التفسير السابق في الروايات المتقدّمة التي ظاهرها أنّ الأسماء المخلوقة والصفات بوجودها في عين الخارج دون الذات فضلًا عن الصفات الذهنيّة، وهذه مراتب من التوحيد، ولعلّه يشير إلى ذلك قوله عليه السلام:

«وَكَمالُ تَوْحِيدِهِ نَفْيُ الصِّفاتِ عَنْهُ» لا أصل التوحيد.

ويشير أيضاً قول الصادق عليه السلام كما مرّ «ذلِكَ التَّوْحِيدُ الْخالِصُ‌» في مقابل التوحيد المشوب، بل قد ورد في رواياتهم ما يدلّ على أنّ هذه الصفات الذهنيّة المخلوقة لا تحيط كنهاً بعينيّة الأسماء، ولا تحدّها، فكيف بالمسمّى والذات الأزليّة، كما سيأتي الإشارة من أنّ أهل البيت عليهم السلام هم الأسماء الحسنى، كما في قول الرضا عليه السلام:

«فَمَنْ ذا الَّذي يَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الْإِمامِ أَوْ كُنْهَ وَصْفِهِ. هَيْهاتَ هَيْهاتَ، ضَلَّتِ الْعُقولُ، وَتاهَتِ الْحُلومُ، وَحارَتِ الْأَلْبابُ، وَخَسِئَتِ الْعُيونُ، وَتَصاغَرَتِ الْعُظَماءُ، وَتَحَيَّرَتِ الْحُكَماءُ، وَتَقاصَرَتِ الْحُلَماءُ، وَحَصِرَتِ الْخُطَباءُ، وَجَهِلَتِ الْأَلِبّاءُ، وَكَلَّتِ الشُّعَراءُ، وَعَجَزَتِ الْأُدَباءُ، وَعَييَتِ الْبُلَغاءُ، عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَؤُونِهِ، أَوْ فَضيلَةٍ مِنْ فَضائِلِهِ‌،


[1] التوحيد: 70، الحديث 26. عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2: 111، الحديث 15.

نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 45
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست