responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 44

قاعدة أنّ كلّ اسم في الأصل اشتقاق وصفيّ‌

ثمّ إنّ ممّا مرّ من حديث الرضا عليه السلام أنّ كلّ اسم فهو صفة لموصوف يفيد قاعدة مهمّة في علم الأسماء من أنّ كلّ اسم إلهيّ في الأصل وإن كان عَلَماً في أصل وضعه، إلّاأنّه مأخوذ فيه معنى الوصفيّة، وهذا ممّا يبرهن على القاعدة المتقدّمة من أنّ الأسماء دون الذات الإلهيّة، وقد مرّ في البحث اللغوي الأدبيّ أنّ اسم (اللَّه) وإن كان علماً في الأصل، إلّاأنّه لوحظ فيه أيضاً معنى الوصفي الاشتقاقي من الوله أو من (أله) أو (لاه)، كما أشارت إلى ذلك الروايات.

وروى الصدوق في «التوحيد» و «العيون» بسنده عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام: «أنّه خطب الناس في مسجد الكوفة- إلى أن قال عليه السلام-:

وَمُمْتَنِعٌ عَنِ الْإِدْراكِ بِما ابْتَدَعَ مِنْ تَصْرِيفِ الذَّواتِ‌،... وَمُحَرَّمٌ عَلى‌ بَوارِعِ ثاقِباتِ الْفِطَنِ تَحْدِيدُهُ، وَعَلى‌ عَوامِقِ ناقِباتِ الْفِكَرِ تَكْيِيفُهُ، وَعَلى‌ غَوايصِ سابِحاتِ النَّظَرِ تَصْوِيرُهُ...

مُمْتَنِعٌ عَنِ الْأَوْهامِ أَنْ تَكْتَنِهَهُ، وَعَنِ الْأَفْهامِ أَنْ تَسْتَغْرِقَهُ، وَعَنِ الْأَذْهانِ أَنْ تُمَثِّلَهُ‌، قَدْ يَئِسَتْ مِنِ اسْتِنْباطِ الْإِحاطَةِ بِهِ طَوامِحُ الْعُقُولِ، وَنَضَبَتْ عَنِ الْإِشارَةِ إِلَيْهِ بِالْاكْتِناهِ بِحارُ الْعُلُومِ، وَرَجَعَتْ بِالصِّغَرِ عَنِ السُّموِّ إِلى‌ وَصْفِ قُدْرَتِهِ لَطائِفُ الْخُصُومِ...

وَلَا كَالْأَشْياءِ فَتَقَعَ عَلَيْهِ الصِّفاتُ، قَدْ ضَلَّتِ الْعُقُولُ فِي أَمْواجِ تَيّارِ إِدْراكِهِ‌، وَتَحَيَّرَتِ الْأَوْهامُ عَنِ إِحاطَةِ ذِكْرِ أَزَلِيَّتِهِ، وَحَصَرَتِ الْأَفْهامُ عَنِ اسْتِشْعارِ وَصْفِ قُدْرَتِهِ، وَغَرِقَتِ الْأَذْهانُ فِي لُجَجِ بِحارِ أَفْلَاكِ مَلَكُوتِهِ.

مُقْتَدِرٌ بِالْآلاءِ، وَمُمْتَنِعٌ بِالْكِبْرِياءِ، وَمُتَمَلِّكٌ عَلَى الْأَشْياءِ، فَلَا دَهْرٌ يُخْلِقُهُ‌، وَلَا وَصْفٌ يُحِيطُ بِهِ، فَلَا إِلَيْهِ حَدٌّ مَنْسُوبٌ، وَلَا لَهُ مَثَلٌ مَضْرُوبٌ، وَلَا شَيْ‌ءَ عَنْهُ‌

نام کتاب : تفسير ملاحم المحكمات نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 44
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست