responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 85

الخطابات الشرعيّة على البراهين الحِكَميّة، ولا يقدر على ذلك إلّا مؤيّد من عند اللَّه، كامل في العلوم الحِكَميّة مُطّلِع على الأسرار النبويّة، فإنّه قد يكون الإنسان بارعاً في الحكمة البحثيّة ولا حظّ له من علم الكتاب والشريعة أو بالعكس.

فالعقل السليم إذا تأمّل تأمّلًا شافياً وتشبّث بذيل الإنصاف متبرّياً عن الميل والانحراف والعناد والاعتساف، وتدبّر أنّ طائفة من العقول الزكيّة والنفوس المطهّرة- الذين لم تتنجّس بواطنهم بأرجاس الجاهليّة، ولم ينحرفوا عن سبيل التقديس، ولم يأتوا بباطل ولا تدليس، وكانوا مؤيّدين من عند اللَّه بأمور غريبة في العلم والعمل، معجزاتٍ وخوارق للعادات من غير سحرٍ وحِيلٍ ولا غشّ ولا دغل- ثم أصرّوا على القول بحدوث هذا العالم وخرابه وبواره وانشقاق أسقافه وانهدام طاقاته وتساقط كواكبه وانكدارها، وطيّ سماواته وبَيْدِ أرضه وانفجار بحارها وسَيَران [1] جبالها ونسفها وبالغوا في ذلك وتشدّدوا في الإنكار على منكريه [2] مع أنّه لا يضرّهم القول بقِدم العالم مع بقاء النفوس بعد الأبدان الشخصيّة وإثبات الخيرات والشرور النفسانية في المعاد، ولا يُخلّ بالشريعة في ظاهر الأمر، فيجزم لا محالة بأنّهم ما نطقوا عن الهوى، وأنّ ما أخبروا عن يقين حقّ واعتقاد صدق. ثمّ إذا رجعنا إلى البراهين العقليّة...».


[1] كذا في الأصل، والأصحّ: «تسيير».

[2] أي حدوث العالم.

نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 85
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست