responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 31

أو ظن و أقام على أحدهما، أحبط الله عمله. إن حجة الله هي الحجة الواضحة» [1].

قيل: إنّ الفخر الرازي مع ما أنتجته تشكيكاته من فوائد جمّة، مات وهو في حالة شكّ في التوحيد، فلم ينفع نفسه في الإدمان على التشكيك وإن انتفع الآخرون من تشكيكاته عندما اتّخذوها مقدّمة للوصول إلى الحقائق. إذ الإدمان على الشكّ موجب لعناد القوى العمليّة وعدم رضوخها للقوى العقليّة، فبقي على حالة الشكّ ومات عليها، وأصبح التشكيك عنده مطلوباً بالذات، مع أنّ حقّه أن يُطلب بالعرض.

الشكّ الحسن الممدوح

أمّا الشكّ الحسن، فهو تدبّر النفس في الأدلّة والفحص في المقدّمات لمعرفة صحيحها من سقيمها وإثارته للكشف عن المجهولات، فهو ممّا رغّبت إليه الشريعة ويدفع باتّجاهه العقل السليم.

والخلاصة: القول بأنّ القدسيّة التي تحاط ببعض الثوابت والمعتقدات عائق أمام فتح المجال للتحقيق والتنقيب إن قُصِد منه التأمّل والتدبّر في الأدلّة للوصول إلى الواقع والدعوة للفحص السليم عن صحّة وسقم الأدلّة، فهو ممّا لا شك في رجحانه وحسنه، ولا يخدش بقدسيّة المقدّس ولا يقلّل من سموّه ومنزلته.

وإن كان بمعنى البقاء على حالة التردّد والشكّ والإرتياب إلى نهاية المطاف والبناء العمليّ على الشكّ وترتيب آثاره حتّى بعد قيام الدليل الكافي عليه، فهذا سلوك مَرَضيّ سقيم بإتّفاق العلوم القديمة والحديثة، ويمكن أن نجيب عنه [2]


[1] الكافي: 2: 400، الحديث 8.

[2] كما أفاده بعض الأكابر.

نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست