responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 141

الامة الإسلاميّة ومع ذلك لا يختلّ التواتر ما دام الشرط محفوظاً، وهو القطع بعدم تواطئهم على الكذب بسبب تكرّر الرواة وتعدّد مشاربهم.

ولمزيد التوضيح نُلفت الإنتباه إلى أنّ الخبر المتواتر قد يتنقّل من دائرة إلى اخرى سعةً وضيقاً، فقد يكون خبراً في ابتداء أمره ذا دائرة وسيعة جدّاً ثمّ تتضيّق تلك الدائرة بسبب بعض الظروف، ولكن ضابطة التواتر تبقى موجودة حتّى في أضيق الدوائر، وقد تقدّم أنّها ضابطة رياضيّة نظير العديد من الأحاديث النبويّة المتّفق على تواترها، فإنّها حين صدورها شهدها عشرات الآلاف، كالتي صدرت عنه صلى الله عليه و آله و سلم في حجّة الوداع، إلّاأنّها وصلت إلينا من خلال مئات الطرق، فإنّها حين صدورها ذات دائرة وسيعة جدّاً ثمّ بدأت بالتناقص على مرّ الزمان إلى دائرة محدودة، ولكنّها تحقّق التواتر حتّى بهذا المستوى، بل إنّ هذا العدد يزيد على ما يحقّق التواتر بأضعاف عديدة، ومنشأ هذا التضيُّق في الدائرة عدّة عوامل:

1- منع تدوين الحديث منذ عصر الشيخين إلى قرابة سنة 150 هجرية.

2- الأغراض والدواعي السياسيّة العامّة التي كانت ترمي إلى تحريف الإسلام وقلب حقائقه، ولذلك كثر الكذّابون وقمع الصادقون من المحدّثين.

3- الأغراض والدواعي الخاصّة ببعض الأحاديث، كالأحاديث الواردة في موضوع النصّ على خلافة أمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة من بعده عليهم السلام، أو الأحاديث الواردة في فضح بعض الشخصيّات التي تصدّت للحكم أو مَن يدور في فلكه، وغير ذلك ممّا لا ينسجم مع سياسة الأمراء والحكّام.

4- عدم تصدّي الكثيرين ممّن سمعوا تلك الأحاديث للرواية، إمّا لقصور في الحفظ ودقّة النقل، أو للخوف من السلطة، أو لاشتهار الموضوع وشِياعه بما لا يستدعي نقله وروايته، وغير ذلك.

نام کتاب : بحوث قراءة النص الديني نویسنده : السند، الشيخ محمد    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست