نام کتاب : الرسائل الأربع( قواعد أصولية وفقهية) - تقريرات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 38
نظير دعم الصلح و السلام، و حفظ حقوق البشر، و العناية بالاسرى و السجناء، و نبذ التمييز العنصري، إلى غير ذلك ممّا يستحسنه الذوق الإنساني و العقل البشري في جميع الأوساط، يطرحون تلك القضايا ليصلوا من خلالها إلى أهدافهم و مصالحهم الشخصية. و لو لا كون هذه المفاهيم مقبولة عند عامة البشر لما استخدمها دعاة المادية و الإلحاد في العالم.
و الحاصل: أنّ هناك أفعالًا لا يشك أحد في حسنها سواء ورد حسنها في الشرع أم لم يرد. كما أنّ هناك أفعالًا قبيحة عند الكل، سواء ورد قبحها في الشرع أم لا. و لأجل ذلك لو خيّر العاقل (الذي لم يسمع بالشرائع، و لا علم شيئاً من الأحكام، بل نشأ في البوادي، خالي الذهن من العقائد كلّها) بين أن يَصدق و يُعطى ديناراً، أو يَكذب و يُعطى ديناراً، و لا ضرر عليه فيهما فانّه يرجح الصدق على الكذب. و لو لا قضاء الفطرة بحسن الصدق و قبح الكذب لما فرّق بينهما، و لما اختار الصدق دائماً.
و هذا يعرب عن أنّ العقل له قدرة الحكم و القضاء في أُمور ترجع إلى الفرد و المجتمع، فيحكم بحسن إطاعة وليِّه المنعم و قبح مخالفته، و انّ المحسن و المسيء ليسا بمنزلة سواء، و نحو ذلك.
الرابع: لو كان الحسن و القبح باعتبار السمع، لما قبح من اللّه تعالى شيء. و لو كان كذلك لما قبح منه إظهار المعجزات على أيدى الكاذبين. و تجويز ذلك يسدّ باب معرفة الأنبياء، فانّ أيّ نبيّ أتى بالمعجزة عقيب الادّعاء، لا يمكن تصديقه مع تجويز إظهار المعجزة على يد الكاذب في دعواه.
و هذه النتيجة الباطلة من أهمّ و أبرز ما يترتب على إنكار القاعدة. و بذلك سدّوا باب معرفة النبوة.
***
نام کتاب : الرسائل الأربع( قواعد أصولية وفقهية) - تقريرات نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 38