في ظلال التوحيد - السبحاني، الشيخ جعفر

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 283

الأُخری لا تختلف من حیث الفضیلة، فالمساجد الجامعة کلّها متساویة فی الفضیلة، فمن العبث ترک الصلاة فی جامع هذا البلد و السفر إلی جامع بلد آخر مع أنّهما متماثلان.
و فی هذا الصدد یقول الغزالی: «القسم الثانی، و هو أن یسافر لأجل العبادة إمّا لحجٍّ أو جهاد... و یدخل فی جملته زیارة قبور الأنبیاء علیهم السلام و زیارة قبور الصحابة و التابعین و سائر العلماء و الأولیاء، و کلّ من یُتبرَّک بمشاهدته فی حیاته یُتبرک بزیارته بعد وفاته، و یجوز شدّ الرحال لهذا الغرض، و لا یمنع من هذا قولهصلی الله علیه و آله: «لا تشدّ الرحال إلّا إلی ثلاثة مساجد: مسجدی هذا، و المسجد الحرام، و المسجد الأقصی»، لأنّ ذلک فی المساجد؛ فانّها متماثلة (فی الفضیلة) بعد هذه المساجد، و إلّا فلا فرق بین زیارة قبور الأنبیاء و الأولیاء و العلماء فی أصل الفضل، و إن کان یتفاوت فی الدرجات تفاوتاً عظیماً بحسب اختلاف درجاتهم عند اللَّه [1].
یقول الدکتور عبد الملک السعدی: إنّ النهی عن شدّ الرحال إلی المساجد الأُخری لأجل أنّ فیه إتعاب النفس دون جدوی أو زیادة ثواب؛ لأنّها فی الثواب سواء، بخلاف الثلاثة؛ لأنّ العبادة فی المسجد الحرام بمائة ألف، و فی المسجد النبوی بألف، و فی المسجد الأقصی بخمسمائة فزیادة الثواب تُحبِّب السفر إلیها، و هی غیر موجودة فی بقیة المساجد [2].
و الدلیل علی أنّ السفر لغیر هذه المساجد لیس أمراً محرّماً، ما رواه أصحاب الصحاح و السنن: «کان رسول اللَّه یأتی مسجد قبا راکباً و ماشیاً فیصلّی فیه رکعتین» [3].

[1] إحیاء علوم الدین 2: 247، کتاب آداب السفر، ط دار المعرفة- بیروت.
[2] البدعة: 60.
[3] مسلم، الصحیح 4: 127؛ البخاری، الصحیح 2: 76؛ النسائی، السنن 2: 137، المطبوع مع شرح السیوطی.

نام کتاب : في ظلال التوحيد نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 283

فرمت PDF

شناسنامه

فهرست