إنّ كلمة «توفّى» لا تعني الإماتة ـ كما هو معروف ـ بل تعني الأخذ و القبض، و لهذا فإنّ قوله تعالى: «يَتَوَفّاكُمْ» معناه: يأخذكم و يقبضكم، و إنّما يكون هذا التعبير صحيحاً إذا كانت الروح هي الوجود الحقيقي للإنسان، فهي الّتي «تُقبَض» و «تُؤخَذ»[2].
أمّا لو كانت الروح تُشكّل جزءاً من شخصية الإنسان و الجزء الثاني هو جسمه، فإنّ هذه العبارة تكون مَجازاً، لأنّ المفروض أنَّ مَلَك الموت يقبض أحد الجزءين ـ و هو الروح ـ و أمّا الجزء الثاني ـ و هو الجسد المادّي ـ فهو يتركه باقياً في الدنيا، ثم يودَع في القبر و لا علاقة لَمَلكِ الموت به.
[1] السجدة: 11. [2] لقد أجرى المرحوم العلاّمة البلاغي بحثاً قيّماً حول كلمة «توفّى» في مقدمّة تفسير آلاء الرحمن: 34.
نام کتاب : الوهّابيّة في الميزان نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر جلد : 1 صفحه : 238