responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 169

ومجمل القول: أنّ الزمان حسب ما ساقنا إليه البرهان مقدار الحركة ولا حقيقة له غير ذلك، واستوضح هذه الكلمة من المثال التالي.

إذا أطلّ الناظر على جسم متحرك من مبدأ إلى نقطة يجد أنّ السير ليس أمراً دفعياً آنياً بل يتحقق جزءاً فجزءاً وأنّ الجسم يقطع الأين بسيلان وحركة وتدرّج إلى أن يصل غايته.

وعندئذ ينتقل الناظر المتدبر إلى أنّ هذا الجسم المتحرك يشتمل على جهتين وحيثيتين:

(الأُولى) حيثية السيلان والتدرّك، كون الجسم في حالة اللااستقرارية وهذه هي حيثية الحركة.

(الثانية) وقوع هذه الحالة أي السيلان من مبدأ إلى نقطة في مقدار خاص لا تتم إلاّ به، وهذا ما نسميه بالزمان، ولذا قالوا في تعريفه: الزمان مقدار الحركة.

وعلى هذا فالحركة بما أنّها أمر سيلاني وتدريجي لا يتحقق إلاّ بالزمان الذي هو نفس هذه الحركة مقيّدة بحد خاص من السرعة، وسيوافيك فيما يأتي من المقالات أنّ لكل حركة زماناً خاصاً بها، وأنّ الزمان يتعدد حسب تعدد الحركة وغير ذلك من المباحث الهامة.

نعم، ربّما تؤخذ حركة واحدة، مقياساً لسائر الحركات كحركة الشمس عند العامة وسير القمر، وحركة الأرض عند أهل الفن، ولأجل تلك العمومية ينقسم عندهم الزمان إلى يوم وليلة، وأسبوع وشهر وسنة، وتنقسم الليالي والأيام إلى ساعات، وكل ساعة إلى دقائق وهكذا.

وعلى هذه المباني والأُسس لا مناص عن نفي الزمان عن الإدراك كنفي

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 169
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست