responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 168

ما جاء به بعض علماء النفس:

من عجيب القول ما أتى به بعض علماء النفس حيث زعم تجرّد الصور العلمية وعامّة التفكيرات والإدراكات عن خواص المادّة سوى الزمان واعتقد أنّ الزمان يلازمها، والعلوم والمعارف كلّها زمانية مقيدة بسلاسله.

ولكن هذا الباحث لو كان واقفاً على ما حقّقه الفلاسفة الإسلاميين في حقيقة الزمان، لما اختار هذا الرأي، ولو كان باحثاً عن واقعية الزمان وسنخ وجوده ومبدأ حصوله، لعرف أنّ نفي سائر الآثار المادية عن الإدراكات مثل التغيّـر والحركة والانقسام يستلزم نفي ذلك الأثر (الزمان) ولو صحّ كونها زمانية استدعى ذلك كونها متحرّكة متغيّـرة [1].


[1] ما نقله عن بعض علماء النفس هو الذي ملأ كتبهم ورسائلهم من أنّ الروحيات ومنها الصور العلمية، زمانية لا مكانية، إذ لا يمكن أن يقال: إنّ تلك الخاطرة، أو هذه القصيدة مخزونة في نقطة كذا من المخ. نعم هي زمانية، لأن حدوثها وانعدامها لا ينفكّان عن الزمان، لأنّها تحدث في زمان خاص، وتنعدم كذلك.
ولكنّه مبنى على تسامح من قائليه، ومن كان له أدنى إلمام بالفلسفة المتعالية، التي أسّسها صدر المتألّهين وبما حقّقه الفطاحل من علماء الغرب حول حقيقة الزمان والتغيّـر، يقف على قيمة هذا الرأي في الجوامع العلمية وانّه ساقط جدّاً، وقد حقّق شيخنا المؤسس (صدر المتألهين) أنّ المادّة والمادّي جواهر سيالة متغيّـرة وأنّ التغيّـر والزمان توأمان يرتضعان من ثدي واحد، وأنّ كون الشيء مادّياً يلازم كونه متغيراً زمانياً، فكون الشيء مادّياً غير زماني، أو غير متغير أمر غير معقول عنده، كما أنّ كون شيء زمانياً بلا تغيّـر في ذاته كذلك.
وإن شئت قلت: إنّ التغيّـر (الحركة) والزمان داخلان في جواهر الشيء المادّي ولسان من عوارضه وانّ الزمان من مشخّصات الجوهر المادّي كما أنّ التغيّـر الذي يعتريه كذلك.
وقد وافقه في هذا النظر جماهير من مشاهير الغرب، إلى أن عدّوا الزمان بعداً رابعاً للوجود المادّي، فعندئذ فلو كانت الأُمور الذهنية غير متغيّـرات حسب الفرض، فيلزم عدم كونها زمانية، للتلازم بينهما وجوداً وعدماً.

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست