responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 170

سائر الخواص عنه، إذ قد بان أنّ الزمان مقدار الحركة وأنّ كل حركة تستتبع زماناً، فالزمان والحركة توأمان والحركة تحتاج إلى مادة متحركة وهي تلازم عامة الآثار المادية.

وإن شئت قلت: إنّ هذه الآثار كسلسلة يجر كل حلقة منها ما بعدها، فلو قلنا بزمانية الصور الذهنية لاستلزم وجود الحركة فيها، وهي لا تنفك عن المادة المتحركة وهي تلازم عامة الآثار بلا استثناء.

وأظن أنّ القائل قد خلط، فزعم أنّ الأثر المادي البارز في الدماغ بالتفاعل الطبيعي، هو نفس الإدراك غافلاً عن أنّ العمل الفيزيائي إنّما هو إعداد لتحقق الإدراك لا هو نفسه وما هو الزماني إنّما هو ذاك الأثر لا نفس الإدراك، وهذا الخلط دائر بين الماديين وإن شئت فتدبّـر فيما نتلو عليك في هذا البيان التالي:

إذا وقف الإنسان من طرق الحواس على صورة علمية لها وجود ومصداق خارجي، فذاك الإدراك لا ينفك عن تفاعل وانفعال مادي بارز في مراكز من الدماغ وهو أمر زماني محفوف بالزمان، فإذا أردت أن تقف على حقيقة ذلك الأمر المادي، فلا مناص من أن تجعل الزمان من أجزاء حدّه وتقول: إنّه عمل حادث في الأعصاب غب تفاعل وانفعال في زمان خاص لا قبله ولا بعده.

وأمّا الصورة العلمية الكاشفة عمّـا وراءها التي هي حقيقة الإدراك، فهي وإن كانت حادثة في الزمان، إذ الانكشاف والإدراك قد حصلا في زمان لم يكن قبله أثر منهما، إلاّ أنّ الزمان لا يعد من مقوماتهما.

والشاهد عليه: أنّك إذا أحضرت ما أطلّ به نظرك بعدما غاب عنك مدة مديدة، تجد ما أدركته في الزمان الغابر من الصورة العلمية موجود في

نام کتاب : أُصول الفلسفة نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست