responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 52

فهذه المراتب الخمس، هي مراتب الوجود الحقيقي، على اختلاف درجاته، والمعرفة المتعلقة بها «معرفة حقيقيّة».

ويقابلها «المعرفة الاعتبارية»، فإنّها عبارة عن العلم بما ليس له في الخارج وجود ولا منشأ انتزاع، بل مآلها إلى استعارة المفاهيم النفس الأمرية الحقيقية، بحدودها، لأنواع الأعمال، الّتي هي الحركات المختلفة ومتعلقاتها، للحصول على غايات حيوية.

كاعتبار الرئاسة لرئيس القوم، ليكون من الجماعة بمنزلة الرأس من البدن، في تدبير أُموره وهداية أعضائه إلى واجب العمل.

واعتبار المالكية لزيد ـ مثلاً ـ بالنسبة إلى ما حازه من المال ليكون له الاختصاص بالتصرف فيه كيف شاء، كما هو شأن المالك الحقيقي في ملكه، كالنفس الإنسانية المالكة لقواها.

واعتبار الزوجية بين الرجل والمرأة، ليشترك الزوجان فيما يترتب على المجموع، كما هو الشأن في الزوج العددي.

هذا، وإنّ للبحث عن الاعتباريات وأقسامها[1] وحدودها دور كبير في الفلسفة الإسلامية، غفل عنه الغربيون، ولم ينبسوا فيه ببنت شفة. ومِنْ أحسن ما كتب فيه، ما ألّفه السيد الأستاذ العلاّمة محمد حسين الطباطبائي ـ رحمه الله ـ ، فقد كتب في «أصول الفلسفة» بحثاً عميقاً تحت عنوان «الحقائق والاعتباريات».

وقد كان خلط الحقائق بالاعتباريات سبباً لكثير من المشكلات العلمية في


[1] تنقسم الاعتباريات إلى اعتباريات اجتماعيّة عليها تدور رحى الحياة، كالزوجية والمالكية بأسبابها المختلفة، واعتباريات إنشائية، كالبعث والزجر والتمني والترجي والإستفهام، فإنّها مفاهيم اعتبارية ينشئها الذهن بآرائه الخاصة. فالبعث ـ مثلاً ـ على قسمين: بعث تكويني إلى الفعل، كأن تجر المأمور بيدك إلى المقصود، وبعث اعتباري كما إذا أشرت إليه بحاجبك أو إصبعك أو قلت له: إذهب وافعل كذا، فإن ها هنا بعثاً، لا حقيقة بل اعتباراً. وقد أوضحنا ذلك في أبحاث الاستاذ ـ دام ظلّه ـ الأُصولية .

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 52
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست