responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 51

ناعتة للغير (لغيره وهو موضوعه): فالبياض عرض، والأبيض هو الجوهر الّذي صار البياض ناعتاً له ; وبحكم أنّها موجودات إمكانية، فهي قائمة بالغير (بغيره وهو علته).

4. ما يكون وجوده في غيره ولغيره وبغيره. وهو ما لا يكون له مفهوم مستقل، بل لا يتصوّر إلاّ في ضمن الغير، فإذا كان كذلك فأوْلى أن لا يكون في نفسه وبنفسه. وهذا كالمعاني الحرفية، فإنّك إذا قلت: الماء في الإناء، فالماء والإناء لهما مفهوماهما المستقلان، ولكن المفهوم من لفظة «في»، معنىً مُنْدَكٌّ وفان في الطرفين، فلا يمكن تصوُّره منفكاً عن الماء والإناء، ولذلك تُعَدُّ المعاني الحرفية أدنى مراتب الوجود.

وإلى هذه المراتب الوجودية الثلاث يشير الحكيم السبزواري بقوله:

إنَّ الوجودَ رابطٌ ورابطيّ * ثَمَّتَ نَفْسيٌّ فهاكَ واضبِطِ[1]

لأنّه في نفسه أَوْ لا، وما * في نفسه إما لنفسه سِما

أو غَيْرِهِ، والحَقُّ نحوُ أَيْسِهِ[2] * في نفِسهِ، لِنَفْسِهِ، بِنَفْسِهِ[3]

وهناك قسم خامس يُعَبَّر عنه بـ «الإنتزاعيات»، وهو أشبه ما يكون بالمعاني الحرفية، ولكنه ليس منها. وهو عبارة عن المفاهيم الّتي ليس لها مصداق في الخارج، ولكن الإنسان ينتقل إليها من تصور الخارج باعتبار اشتماله على حيثية واقعية قائمة بالموضوع، وذلك كالفوقية والتحتيّة، فإنهما وإن لم يكن لهما مصداق في الخارج، بل الخارج متمحض في كونه مصداقاً لما هو فوق أو تحت، ولكن هذا المصداق الخارجي، باعتبار اشتماله على حيثية وجودية هي كونه مستعلياً على ما تحته، يُنتزع منه مفهوم الفوقية، أو كونه أسفل ما فوقه، فينتزع منه مفهوم التحتية.


[1] «الرابط» هو المفاهيم الحرفية. و «الرابطي» إصطلاحٌ في الأعراض. و «النفسي» يطلق على الموجود لنفسه، سواء أكان بنفسه أيضاً كالواجب، اوبغيره كالجواهر.
[2] أي نحو وجوده، فإن «أيس» بمعنى الوجود، في مقابل «ليس» بمعنى العدم.
[3] المنظومة: 61 ـ 62 .

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 51
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست