responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 13

فمالم تُحَقَّق هذه المسألة، ويتكوّن فيها رأي قاطع، لن تكون المناهج الفلسفية أولاً، ولا العلوم ثانياً،منتجةً ولامثمرة.

2ـ إنّ من المسائل المهمة في هذا العلم تقييم ما يريه الذهن بصُوَرِه وإدراكاته. فَبَعْدَ الإذعان بأنَّ هناك عالماً واقعياً وراء الذهن، والإنسان جزء منه، يقع الكلام في مدى صحة مايعكسه الذهن عن ذلك العالم، وأنّ الإدراكات الذهنية هل هي مطابقة للواقع مطابقة تامة، أو أنّ ما يدركه الذهن شبح وطيفُ من الحقيقة، وليس هو نسخة مطابقة للأصل، بل هناك فروق ماهوية بين العلوم الذهنية والكونيات الخارجية؟

ولا شك أنّه ما لم يثبت إمكان صلة الإنسان بالواقع الخارجي، ومالم يتقررمدى إراءة الذهن وصوره للواقع الخارجي، فلن يقدر الإنسان على اتّخاذ أي رأي في مجال المعارف الكلّية الفلسفية أولاً، والكونية الطبيعية ثانياً.

ومُجْمَل القول: إنّ المعارف الكليّة والعلمية التي تحتل مكانة عالية عند البشر، سواءٌ أقلنا إنّ للعلم شرافة ذاتية بها ترتفع قيمة الإنسان كما بالجهل تنخفض، أم قلنا إنّ شرافة العلوم وقيمتها نا شئة من إعانتها الإنسان في رفاه حياته المادية ـ على كل تقديرـ إن تلك المعارف والعلوم ومجمل الأفكارالبشرية، لايقام لهاوزن ولا اعتبارمالم تعلم قيمة نفس المعرفة بأبعادها المختلفة، وبالدرجة الأولى اتّخاذ موقف حاسم فيها يرجع إلى وجود عالم واقعي وراء الذهن أولا، ثم على فرض وجوده، بيان مدى قدرة الذهن وأدواته التي تجهّز بها،على كشف ما وراءها، هل تكشفه كشفاً تاماً، أوأنّهالاتكشف إلاّ عن صورة ناقصة له؟

3- إنّ أدوات المعرفة العادية تتلخص في: العقل والحسّ. وهما وسيلتا اتّصال الإنسان بخارجه. وما يقف عليه الإنسان من المعارف والعلوم إنّما يقف عليه من طريقهما. فلزم لذلك معرفة تلك الأدوات والقوانين السائدة عليها معرفة تامّة، إذ بدون ذلك لا يمكن أن نستنتج بواسطتها معارف كلّية أو علوماً كونية. إنّ مَثَلَ الذهن ـ الذي هو - بأدواته ـ الآلة الوحيدة للإدراك، وكيفية عمله، مَثَلُ آلة التصوير الّتي هي الآلة الوحيدة للمصور، فكما أنّ المصوَّر الماهر إِنّما يقدر على التصوير المتقن المُعْرِب عن الواقع، إذا كان عالماً بنظرية آلة

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 13
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست