responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 14

التصوير وكيفية تركيبها وصنعها وإعمالها والتحكم فيها، وبدون ذلك يختل عمل التصوير، ويفشل بالتالي في إخراج صور مطابقة للواقع، فكذلك الحكيم والعالم الباحثان عن الحقائق، يلزمهما التعرّف على الذهن، وأدواته، وقدرة عمله، وسائر خصو صياته.

فإذا كنّا نرى أنّ الباحثين في الفلسفة منقسمين إلى طائفتين: إلهية ترى نطاق الوجود أوسع من المادة، ومادية تنظر إلى عالم الوجود بمنظار ضيق، فتحصره في المادة والطاقة، فما هذا إلاّ لاختلافهم في أدوات المعرفة. فمن يرى أنّ كلاًمن العقل والحسّ أداة للمعرفة، يقول بالطبيعة وما وراءها، ومن يلغي العقل ويحصر أداة المعرفة في الحسّ، يجنح إلى المادة وينكر ما وراء ها.

إنّ هذه الوجوه، وغيرها مماستقف عليه في ثنايا الكتاب، تُظْهر المكانة المرموقة التي تحتلها «نظرية المعرفة» بين العلوم البشرية، وأنّها أساس كل معرفة ونظرية يتبناها الإنسان، سواء أكان إلهياً أم مادياً، وفيلسوفاً أم عالماً طبيعياً، فلما لم يتخذ الباحث موقفاً حاسماً في مسائل نظرية المعرفة، لن يمكنه الإذعان بشيء من سائر المعارف، فكأنّ نظريةَ المعرفة، أبجدُ العلوم وألف باؤها، فهي الحجر الأساس لكل رأي ونظر يتبناه العالم في كل من مجالَيْ الفلسفة والعلم الطبيعي.

***

نام کتاب : نظرية المعرفة (المدخل إلى العلم والفلسفة والالهيات) نویسنده : السبحاني، الشيخ جعفر    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست