responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 96

وقال بعضهم: الشرط في عصمة الأنبياء اختصاصها بزمان دعوتهم، لاقبل ذلك.


العِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ) (الجاثية/17) .

والوجه في ذلك أنّ هذا العلم معرفة خاصة باللّه تعالى وأسمائه الحسنى وصفاته العليا، وأصحاب هذا العلم يعلمون أنّ اللّه هو ربّهم الذي يملكهم وإرادتهم ورضاهم وكل شيء غيرهم، ويدبّر الأمر وحده وليسوا إلاّ عباداًللّه فحسب، وليس للعبد إلاّ أن يعبد ربّه ويقدّم مرضاته وإرادته على مرضاته وإرادته، فهم يعبدون اللّه ولايريدون في شيء من أعمالهم فعلاً أو تركاً إلاّ وجهه، ولا يلتفتون فيها إلى عقاب يخوفهم، ولا إلى ثواب يرجيهم، وإن خافوا عذابه ورجوا رحمته، وإلى هذا يشير قوله ـ عليه السّلام ـ

: «ما عبدتك خوفاً من نارك ولا رغبة في جنّتك بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك».

فهؤلاء يسلكون في معرفة الأشياء من طريق هداهم إليه ربهم وعرّفها لهم، وهو أنّها آيات له وعلامات لصفات جماله وجلاله، وليس لها من النفسية والأصالة والاستقلال إلاّ أنّها كمرائي تجلّى بحسنها ماوراءها من الحسن غير المتناهي، وبفقرها ما أحاط بها من الغنى المطلق، وبذلّتها واستكانتها ما فوقها من العزّة والكبرياء.

ولايلبث الناظر إلى الكون بهذه النظرة دون أن تنجذب نفسه إلى ساحة العزّة والعظمة ويغشى قلبه من المحبّة الإلهية ما ينسيه نفسه وكلّ شيء، ويمحو رسم الأهواء والأميال النفسانية عن باطنه، ويبدّل فؤاده قلباً سليماً ليس فيه إلاّ اللّه عزّاسمه، قال تعالى: (وَ الّذينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً للّهِ)(البقرة/165) .

ومن الدليل على أنّ العصمة من قبيل العلم ـ أي العلم الخاص باللّه تعالى ـ قوله تعالى خطاباً لنبيّه صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم: (وَلَوْلا فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَ رَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَ ما يُضِلُّونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْء وَ أَنْزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً)(النساء/113) .

وقوله تعالى حكاية عن يوسف ـ على نبيّنا وآله وعليه السلام ـ: (قالَ رَبِّ السِّجنُ أَحَبُّ إِليَّ مِمّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَ إِلاّ تَصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَ أَكُنْ مِنَ الجاهِلينَ)(يوسف/33).[1]


[1] تفسير الميزان: 11/ 158 ـ162 بتلخيص وتصرّف.
نام کتاب : قواعد العقائد نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 1  صفحه : 96
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست